تقول الرواية الشعبية أن ″أرنباً أراد تحدي سلحفاة فعرض عليها السباق، فقبلت التحدي وإنطلقا كلٌ بأسلوبه، وبعد وقت قصير لاحظ الأرنب أنه يسبق بأشواط تلك السلحفاة فأستلقى بظلال شجرة مطمئناً إلى أنه يسبقها بأشواط، ولكن الأستراحة أخذته إلى النعاس والنوم الأمر الذي استغلته السلحفاة لتسبقه وتحقق أهدافها بصبر وأناة″!
هذا المثل ينطبق بقوة على ما هو حاصل اليوم في منطقة الشرق الأوسط، حيث أن الأميركي يفعل المستحيل من أجل تأمين الرعاية والحماية والتفوق للدولة اليهودية التي تفرض على الرئيس الأميركي ومجلسي الكونغرس والشيوخ إتخاذ كل ما يلزم من قرارات من اجل ذلك الهدف، فيما دول الممانعة ومعها حزب الله تواجه بكل ما أوتيت من تصميم، لأنها تستند إلى مبادئها وقناعاتها بحيث ستصب النتائج في صالحها في نهاية الأمر.
فها هم الرؤساء الأميركيون الذين توالوا على الحكم منذ عقدين من الزمن قد ترجموا ما ترغب به إسرائيل: فدمروا العراق وسوريا وبالتأكيد فلسطين وصولاً إلى الرئيس الحالي دونالد ترامب الذي أغدق العطاءات على الدولة الصهيونية فمنحها القدس عاصمة، وأتاح لها ضم ما ترغب من الضفة الغربية وغور الأردن والجولان… ولكنه في النتيجة يلملم خيبته في حسم الأمور ويتجه لسحب قواته قسراً من المنطقة بمجرد أن قامت القوة الصاروخية الإيرانية بإذلاله في قاعدة عين الأسد في العراق، وبالسيطرة على إحدى طائراته المسيّرة التي يفتخر بها وأنزلتها في إحدى قواعدها الجوية، وأجبرته على إدارة ظهره لإيصال ناقلاتها النفطية إلى شواطئ فنزويلا مكتفياً بالمراقبة، لا بل اكثر فإنه يعرض وراء الكواليس على الحكومة الإيرانية استئناف المفاوضات حول النووي، في وقت سقطت فيه مراهناته على تبديل المشهد في سوريا شر سقوط.
في هذه الأثناء كانت المقاومة في لبنان تواجه العدوان الأسرائيلي بصلابة وتصميم بدون الالتفات إلى الخسائر. فأجبرته على الإنسحاب من جنوب لبنان عام ألفين، وكسرت هيبته التي بناها طوال خمسين عاماً متفوقاً على جميع الدول العربية و”مرمغت” أنفه على تراب مارون الراس وبنت جبيل في العام 2006، وها هو اليوم مشغول ليل نهار بوضع الخطط العسكرية لإحتمال إقتحام قرى في شماله، أو لكيفية معالجة الصواريخ الدقيقة للمقاومة المصوبة نحو مواقعه الأستراتيجية الموجودة على مساحة إحتلاله كاملة، الأمر الذي دفع اكبر خبراء الصواريخ الإسرائيلية البروفيسور عوزي روبين، الذي سبق أن تولى رئاسة “منظومة حيتس” الاعتراضية إلى التأكيد: أن «الصواريخ الحديثة لديها اليوم قوة سحق لا تقل عن قوة الطائرات، وتؤدي الى جعل سلاح الطيران المتفوق غير ذي جدوى”.
وعلى ما تقدم فإن “سلحفاة” المقاومة ستنتصر على “أرنب” إسرائيل الذي أعتدّ بنفسه إلى حد الغرور والغطرسة ولم يعد هناك من شيء يردعه لتنفيذ ما خطط له بدون أن يقيم وزناً لعربي، خصوصا أن “سلحفاة” المقاومة راكمت قدراتها لبنة لبنة وواجهت العدو خطوة خطوة بعقيدة ثابتة لا تخضع للمساومة ولا تؤخذ بالضغوط، حتى بات لا ينسى مشهد “البارجة ساعر” قبالة شواطئ بيروت، ولا الطائرات المسيّرة التي قد تُفاجئه بأية لحظة فوق الأراضي التي يحتلها!.
مواضيع ذات صلة:
-
تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس
-
مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس
-
عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس