فخامة رئيس جمهورية لبنان..
تحية صدق من مواطنة لبنانية كانت حتى الامس القريب تتغنى ببلدها لبنان وتقنع فلذة كبدها بالبقاء في هذا الوطن الجميل وان تعمل مع ابناء جيلها على النهوض به فيما هي اليوم تدرس مع وحيدتها وبجدية تامة احتمالات الهجرة الى بلاد الله الواسعة.
فخامة الرئيس، جئتك برسالتي هذه كي اعبر عن مكنونات قلبي كمواطنة عاشت وعملت طول حياتها بعرق جبينها ومثلي كثيرات وكثيرين في هذا البلد الذي رغم كل المآسي كنا حتى الامس القريب نتغنى بمياهه واخضراره وساحله الذي يسلم باليد على جبله، كما نتغنى بتنوعه وبحرية التعبير فيه فيما اليوم اي كلمة ستتم المحاسبة عليها بينما ليس هناك من يحاسب الذين اضاعوا كل ما بنيناه لمستقبلنا.
فخامة الرئيس، لا احبذ الشتم ولا احب الشتامين واحاول قدر المستطاع ان اقارع الحجة بالحجة وان احترم اختلاف الاراء والتوجهات ليس خوفا من ملاحقة قانونية بل احتراما لنفسي ولمحيطي، انما ان يتم التهديد بسجن كل من يتطاول على رئيس الجمهورية وتغريمه فهذا يدفعني لشتم الساعة التي ولدت فيها في هكذا بلد يلاحق فيه القضاء من يشتم الرئيس ويترك من يشتم البلد ويشوه صورته بشتى الطرق سواء بالفساد او السرقة او الهدر.
فخامة الرئيس، قد تتمكن بهذه الطريقة من ايقاف الشتائم العلنية ربما، وربما ايضا قد يلجأ المتطاولون الى اساليب الشتم المبطنة والمموهة وقد باشروا، ولكن من يوقف الشتائم التي تغص بها القلوب.
فخامة الرئيس، كيف لا نشتم ونحن نعيش أسوأ ايام حياتنا، كيف لا نشتم ونحن لسنا بخير ولا بصيص امل يشي باننا سنكون بخير.
لا كهرباء، لا ماء، نفايات على مد عينك والنظر، بطالة مستشرية، جنى العمر يكاد يضيع في المصارف لا بل ضاع نصفه حتى الساعة تقريبا، جوع يطرق ابواب المنازل التي كانت مستورة حتى الامس القريب، شح في الاموال، أزمات لا تعد ولا تحصى، حاضر مأزوم وخوف مشروع على مستقبل مجهول.
كيف لا نشتم يا فخامة الرئيس ونحن نموت في اليوم عشرات المرات، نموت من عجقة السير ومن غياب ابسط وسائل النقل المشترك، نموت من التلوث الذي يقتل بيئتنا، نموت من الامراض ونموت من الذل على ابواب المصارف.
كيف لا نشتم يا فخامة الرئيس والمحسوبيات مستشرية وتقاسم الحصص مستمر واكلة الجبنة يأكلون معها الاخضر واليابس، كيف لا نشتم والبلد يكاد يعلن افلاسه ونحن قد افلسنا قبله، كيف لا نشتم والسرقات تطال ممتلكاتنا وارزاقنا واحيانا تتم في وضح النهار.
فخامة الرئيس قد تجد نفسك حزينا لهذا الكم الهائل من الشتائم على مواقع التواصل الاجتماعي ولكننا ايضا حزينون لما آلت اليه اوضاعنا فهناك اسر تنام بلا عشاء واطفال لن يتمكنوا من ارتياد المدارس ومواطنون خسروا وظائفهم وأهل بات أولادهم خلف سبع بحور وعجائز لا يملكون ثمن الدواء والاستشفاء.
فخامة الرئيس، موقع الرئاسة والرئيس على رأسنا ولكن رؤوسنا باتت لا تحملنا ولا تتحمل هذا الكم من القهر.
فخامة الرئيس، صحيح ان بعض الشتائم تخطت المعقول وحدود الاخلاق وصحيح انه لا يجوز التعرض لرأس الجمهورية ولكن على هذا الرأس بالمقابل ايضا ان يستوعب الجميع ويحضن كل ابنائه حتى الشتامين منهم لانه “ما في حبوس تساع كل الناس” ولانه من واجب راس الدولة سحب الذرائع التي تدفع للشتم والقدح والذم.
مواضيع ذات صلة:
-
زغرتا تزرع.. للاكتفاء الذاتي من الخضار في الأيام الصعبة… حسناء سعادة
-
كلام بشظايا حارقة لـ فرنجيه.. هل وصلت الرسالة؟… حسناء سعادة
-
عن ماري و″السليق″ والفقر وعزة النفس!… حسناء سعادة