على مدار ليلتين، استمرت اعمال الشغب في لبنان بدءا من العاصمة بيروت وصولا الى عاصمة الشمال طرابلس حيث تم تكسير وتخريب واحراق الممتلكات العامة والخاصة، حيث استفاقت العاصمتان على مشاهد الخراب وكأنهما ساحتيّ حرب، اضافة الى اصابات بشرية بالعشرات من بين المحتجين وعناصر الجيش والقوى الامنية.
لاشك في ان ما حصل كان متوقعا جراء الازمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي لم يعد يستطيع اي مواطن تحملها خصوصا بعد الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار حيث تخطى الـ 6000 ليرة لبنانية وبالرغم من الوعود بتدخل مصرف لبنان لخفض سعره إلا انه من المتوقع ان يعود الى الارتفاع مجددا، الامر الذي يوحي بأن الاحداث الامنية والفوضى واعمال الشغب ستستمر في ظل غياب الحلول.
بعيدا عن تفاصيل ما حصل، ومن كان وراء هذه الاحداث وما اذا كانت عفوية أو مفتعلة بتحريض لتسجيل نقاط وتحقيق مكتسبات سياسية، فقد كان لافتا تدخل اطفال وفتيان لا تتخطى أعمارهم الـ 16 عاما باعمال الشغب في بيروت وطرابلس، حيث كان لهم دورا كبيرا وبارزا في قطع الطرقات والتخريب والتكسير والحرق.
كثيرة هي الاسئلة التي تطرح عن مشاركة هؤلاء الصغار في مثل هذه الاحداث الامنية الخطيرة، في حين ان مكانهم الاساسي من المفترض ان يكون في المنازل وبين عائلاتهم، لكن الفقر الذي انهك هؤلاء الاطفال والفتيان وعائلاتهم زاد من معاناتهم حيث لا امن اجتماعي ولا استشفائي ولا إقتصادي ما يجعلهم يغرقون في مستنقع الجهل والتبعية وعلى وجه الخصوص في مدينة طرابلس التي صنفت من بين افقر المدن على حوض البحر الابيض المتوسط.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها ″سفير الشمال″ وفقا لاخر الدراسات، فقد يبلغ عدد الاطفال الذين يعملون في لبنان اكثر من 100 الف طفل تتراوح اعمارهم بين الـ 10 والـ 16 عاما، 8 % من هذا العدد هم من الاطفال اللبنانيين بحسب الارقام التي سجلت قبل النزوح السوري الى لبنان والآخرين هم من جنسيات أخرى اضافة الى 15 الف طفل متسول في لبنان اغلبهم في المدن مثل بيروت وطرابلس وصيدا..
وتضيف المعلومات ان نسبة الاطفال اللبنانيين العاملين ارتفعت بشكل ملحوظ من الـ 1.9 % في الـ 2009 الى الـ 6 % في الـ 2016 ومن المتوقع ان يكون قد ارتفع ايضا لعدم تغيير اي شي في النظام المتبع في لبنان وان هذا الارتفاع تزامن مع زيادة ملحوظة في التسرب المدرسي في لبنان الذي بلغ مؤخرا 45 الف طالب وذلك بسبب سياسات وزارة التربية والفقر والأزمات الاجتماعية.
وفقا لهذه الارقام الصادمة وتزامنا مع الازمة الاقتصادية الاكبر في تاريخ لبنان، يتخوف كثيرون من ان يتم استغلال هذه الثغرة في الايام المقبلة، ما قد يتسبب بكوارث سيكون ضحاياها ومفتعليها هم اطفال صنيعة من توارثوا الحكم والسلطة وأوصلوا لبنان الى الانهيار..
مواضيع ذات صلة:
-
التهريب الى سوريا ينشط في عكار.. ماذا عن تفاصيل المعابر؟… أحمد الحسن
-
فضيحة جديدة في ″وزارة الطاقة″.. أين يذهب المازوت ″المدعوم″؟… أحمد الحسن
-
عكار مهددة بكارثة.. كفى استهتارا بكورونا… أحمد الحسن