نوّه الرئيس نجيب ميقاتي “بدور إسبانيا في دعم لبنان في كل المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية وخصوصاً مساهمتها الفاعلة في الحفاظ على السلام والاستقرار في لبنان من خلال دعم القرار الدولي الرقم 1701 والمشاركة الفعالة في قوات اليونيفيل في جنوب لبنان”.
وقال “إننا اذ نعبر عن ثقتنا باستمرار هذا الدعم خصوصا في هذه المرحلة التي بدا فيها البحث في الامم المتحدة لتجديد ولاية اليونيفيل، فاننا نتوجه بالشكر الى جنود حفظ السلام الاسبان على تضحياتهم خلال خدمتهم في جنوب لبنان، عبر المساهمة في تنفيذ القرار 1701 وتحسين ظروف العيش لسكان جنوب لبنان. كما نحيي ارواح الجنود الاسبان الذين ضحوا بحياتهم خلال المشاركة الاسبانية في اليونيفيل منذ عام 2006”.
موقف الرئيس ميقاتي جاء من طرابلس خلال رعايته حفل توقيع بروتوكول تعاون بين “مركز العزم الثقافي – بيت الفن” و”معهد سرفانتس” الاسباني بحضور سفير اسبانيا في لبنان خوسيه ماريا فييري ومديرة المعهد يولاند سولير اونيس والقنصل الفخري لاسبانيا في لبنان حسام قبيطر وعن “جمعية العزم والسعادة الإجتماعية” مديرها العام رياض علم الدين.
والقى الرئيس ميقاتي كلمة جاء فيها: “في خضم الواقع المؤلم الذي نعيشه في لبنان والعالم ثمة بارقة أمل أردنا أن نطل بها اليوم، من طرابلس، وهي إفتتاح المركز الثقافي الاسباني و”معهد سرفانتس” بالتعاون مع مركز العزم الثقافي- بيت الفن. ولأننا شعب تعوّد على تحدي الأزمات والنهوض من جديد، قررنا المضي في هذا المشروع الذي بدأ البحث فيه منذ العام الفائت.
من خلال هذا المشروع ستتاح لطرابلس والشمال فرصة تعلّم اللغة الإسبانية بطريقة مهنية والتعرف إلى الثقافة الإسبانية من خلال الفن والموسيقى. ويعد “معهد سرفانتس” مثالاً مميزاً لتعزيز العلاقات الثقافية الثنائية بين لبنان وإسبانيا من خلال تقنياته المبتكرة بتعليم اللغة الإسبانية للبنانيين، آخذين في الاعتبار أنّ لبنان يعترف بالإسبانية كلغة اختيارية رئيسية في نظامه التعليمي، وأنّ الإسبانية هي لغة مهمة للغاية للتواصل مع ملايين المغتربين اللبنانيين الذين يعيشون في أميركا اللاتينية”.
وأضاف: “لا بد أن ننوّه أنّ “معهد سرفانتس”معروف باختيار المباني المميزة لانشاء مراكزه في العالم، وهو حتماً سيجد بين احجار هذا المبنى العريق في التاريخ وفن العمارة افقا للتعاون المميز، بما يساهم في فتح آفاق جديدة لدور لطرابلس في محيطها والعالم، كما سيتيح للعديد من شباب وشابات طرابلس والشمال متابعة تعليمهم في الجامعات الإسبانية”.
كلمات
وقال علم الدين في المناسبة: “يسرنا ان نحتفي بهذا اليوم المميز، الذي نأمل ان يكون بداية رحلة طويلة يمكننا من خلالها تحقيق رؤيتنا المشتركة للتبادل الثقافي والتقدم الأكاديمي. في الوقت الذي يواجه لبنان العديد من التحديات المهمة، يترسخ لدينا الإعتقاد بأن التنوع الثقافي سيظلان يمثلان السبيل لإتاحة موارد جديدة ومؤثرة لتحقيق تنمية بشرية مستدامة. ومن شأن هذا التعاون ان يسهم في تحقيق اهداف برنامج التنوع الثقافي لجمعية العزم والسعادة المتمثلة في استثمار شبكة الغنى الثقافي المتداخلة والتي تهدف الى بناء التوجه نحو المواطنة الشاملة في كل انحاء لبنان من اجل تعزيز احترام التنوع والترويج للغنى الثقافي الذي يتمتع به شمال لبنان باعتباره بوابة العبور نحو ترسيخ دوره وتأثيره المحتمل في التنمية”.
بدورها اعربت مديرة معهد سرفانتس يولاند اونيس عن سعادتها بتوقيع هذا البروتوكول “الذي سيكون مناسبة جيدة لتبادل الثقافات بين طرابلس والمدن الإسبانية”.
وأكّد سفير اسبانيا في لبنان خوسيه ماريا فييري دي لابينيا أنّ “المناسبة كريمة لتوقيع بروتوكول تعاون بين “مركز العزم الثقافي” و”معهد سرفانتس” وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها المنطقة وفي ظل انتشار جائحة كورونا”.
وشكر “الرئيس ميقاتي على رعايته هذا الحفل الذي سيكون نافذة للاطلالة على طرابلس و تبادل الثقافات بين البلدين الشقيقين”.