هل تدمير طرابلس اقتصاديّاً وافقارها اجتماعيّاً وتلويثها بيئيّاً هي خطة ممنهجة؟
جوابي نعم، استناداً الى الإستعراض الموجز التالي:
1ـ تحويل باب الذهب (باب التبّانة) تدريجيّاً الى بيئة يتفاقم فيها الفقر والحرمان، وما قاسته من تدمير وتصدّع لمبانيها إثر اضطرابات أمنيّة متتالية.
2ـ إقفال المصانع في طرابلس (البحصاص) على اختلافها، نتيجة لمضايقات جائرة لست بمعرض تعدادها.
3ـ عندما استُهدفت طرابلس ديموغرافيّاً وهُجّر نصف أبنائها منها وبخاصة إخواننا المسيحيّين بشكل نهائيّ.
4ـ تعطيل مرافق طرابلس الإقتصاديّة وبخاصة مصفاة النفط والمرفأ.
5ـ هدم المدارس التاريخيّة (الإرساليات) وهجرتها الى الأقضية المجاورة.
6ـ إهمال مطلق للمعالم الأثريّة والتاريخيّة، فضلاً عن تغيّيب المدينة عن الخارطة السياحيّة.
7ـ المماطلة بتنفيذ مشاريع البنى التحتيّة على سبيل المثال لا الحصر (إقفال البولفار لسنتين) والإستخفاف بمواصفات التنفيذ، ناهيك بجريمة سقف النهر وشوائب مشروع الإرث الثقافيّ وأثره السلبيّ على أسواق المدينة التاريخيّة بخاصة على صعيد السير وإنسياب حركته.
8ـ خناق طرابلس إقتصاديّاً وعزلها شبه الكليّ لست سنوات متتالية إثر جولات العنف والإقتتال (2008 – 2014).
9ـ هروب وإقفال أعداد جديدة من المصانع بخاصة في قطاع الألبسة، إثر تلك الجولات.
10ـ عدم تنفيذ أيّ خطة تنمويّة للنهوض بالمدينة عقب الخطة الأمنيّة، منذ 1 نيسان 2014.
11ـ الضرب بمرفأ طرابلس والجمارك لأكثر من مرّة ولأكثر من سبب.
12ـ تأخير إقرار تعيين مجلس إدارة المنطقة الإقتصاديّة الخاصة لنحو ست سنوات، وما تلاها من تأخير مراحل التنفيذ، فضلاً عن شغور موقع رئاسة المنطقة مؤخراً منذ تعيين ريّا الحسن وزيرة للمالية في الحكومة السابقة.
13ـ إقفال فندق الكواليتي – إن.
14ـ تفريغ أقسام من دائرة السجل العقاريّ وانتقال بعض أقسامه الى الكورة وعكار.
15ـ مؤخراً المؤامرة التي استهدفت عدد من فروع المصارف وعمدت الى إحراقها وتكسيرها، فضلاً عن حرق وتكسير ماكينات الصرّاف الآليّ، التي كانت تسهل خدمة الناس.
16ـ إقرار المنظمات الدوليّة بأن طرابلس تعاني من أعلى نسب في الفقر والبطالة والتسرّب المدرسي، وباتت أفقر المدن اللبنانيّة وعلى الحوض المتوسط دون العمل على حلول في التنمية المستدامة.
17ـ التأخير المستهجن بالإنتقال الى سوق الخضار الجديد (الجملة).
18ـ عدم معالجة كارثة جبل النفايات الذي يرتفع 45 متراً، والذي أسفر عن ولادة جبل ثان، وما لهما من أثر بيئيّ بالغ الخطورة.
19ـ مصيبة محطة تكرير المياه الآسنة وتحويل مجارير الأقضية المجاورة إليها.
20ـ عدم الإستفادة من ساعات تغذية إضافية بالكهرباء بالرغم من وجود محطة دير عمار على بعد نحو 8 كلم عن طرابلس.
بالتالي تكبدت طرابلس خسائر فادحة طوال مدّة أربعة عقود 1980 – 2020، مما أفقدها دورها المحوريّ والحيويّ، بسبب سياسة الإمعان بحرمانها المفتعل.
الكاتب: غسان عبدالرحمن الحسامي
أمين عام جمعية تجار طرابلس
رئيس رابطة الجامعيين