تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا عتبة 3.5 ملايين إصابة حول العالم، بينما اقتربت الوفيات من ربع مليون حالة رغم تباطؤ معدل الإصابات والوفيات عن ذروتها خلال الشهر الماضي.
تواصل الأرقام ارتفاعها إذن، أمّا الأطباء فيقضون أوقاتهم في المختبرات يجرون تجارب تهدف إلى الوصول إلى لقاح للفيروس. ولحين بلوغ هذا الهدف، يستخدم الأطباء علاجات مختلفة للفيروس، لكن هل يحمل الدواء “النهائي” بصمات لبنانية؟
في تطوّر بارز، حاز ثلاثة أطباء لبنانيين حماية الملكية الفكرية العالمية (pct) وبراءة اختراع تركيبة دواء لعلاج فيروس كورونا المُستجد في أولى مراحل العدوى، بالتعاون مع مُنظّمة الصحة العالمية في فرنسا.
ومن المعلوم أن معاهدة التعاون بشأن البراءات (pct)، تتُيح تقديم طلب حماية براءة اختراع دولي من قبل أي مواطن من مواطني دولة موقعة على المعاهدة.
وبما أنّ لبنان لا يندرج ضمن البلدان الموقعة على المعاهدة، لجأ الأطباء الثلاثة الحائزون الجنسية الفرنسية إلى تقديم طلبهم عبر فرنسا وعبر منظمة الصحة العالمية فيها، علماً بأنّ مصلحة حماية الملكية الفكرية في وزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان كانت قد منحت كلاً من الدكتور مازن خالد التامر والدكتورة ماري الياس ضومط والدكتور محمد حيدر حميّة براءة اختراع تركيبة دواء لعلاج فيروس كورونا المُستجد covid 19 في أولى مراحل العدوى، لمدة عشرين عاماً تبدأ من تاريخ إيداع الطلب المقدم في 22 نيسان الماضي.
ووفق هؤلاء، فإنّ تركيبة troy3 السائلة تتميّز باقتران بروتين لجُزيّء ذرّي من النانو، يتم إدخاله إلى جهاز التنفس من خلال الاستنشاق عبر الفم أو الأنف، ثمّ التخلّص منه بعد التصاق الفيروس به.
“ومن شأن العلاج المُقترح أن يُسيطر على الفيروس قبل أن يتمكّن الأخير من خلايا الرئة”، بحسب حمية، مشيراً إلى أن “أهميته تكمن في القدرة على السيطرة على الفيروس مهما تغيّرت هيكليّته الجينيّة”. غير أن ذلك لا يعني المُباشرة بتنفيذ التركيبة، “إذ لا نزال نبحث في طلبات شركات تصنيع أدوية، فضلاً عن مؤسسات أخرى كمشروع بيل غايتس لاختيار الشركة التي ستأخذ على عاتقها مهمة تصنيع العلاج”.
ماذا عن بقية علاجات كورونا؟
أعلنت إدارة الأغذية والدواء الأميركية يوم الفائت موافقتها على استعمال عقار “رمديسيفير” في الحالات الحرجة والطارئة للمرضى المصابين بمرض (كوفيد-19) الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد. ويُستخدم عقار “رمديسيفير” التجريبي لمعالجة حمى إيبولا في الأصل، ويعتبر أول عقار يظهر فعالية نسبية في علاج كوفيد-19 خلال تجربة شملت أكثر من ألف مصاب.
كما سبق لهيئة الغذاء والدواء الأميركية أن أعلنت عن إمكانية استخدام البلازما الخاصة بالمرضى المتعافين من وباء “كوفيد-19″، في علاج الحالات الحرجة، لاحتوائها على الأجسام المضادة للفيروس، مما يزيد احتمال تحسن تلك الحالات، خاصة مع الشواهد البحثية في العديد من دول العالم. وتمثل البلازما أحد مكونات الدم، وهي مادة سائلة شفافة تميل إلى الاصفرار، وتحتوي على نسبة من الأجسام المضادة التي تشكلت بعد الإصابة بالمرض.
وسبق أن أعلنت عدة دول تسجيل حالات شفاء بين المصابين بعدوى فيروس كورونا المستجد “COVID-19” عن طريق استخدام بلازما دم محملة بالأجسام المضادة لأشخاص تعافوا من المرض.
من جهتها، بدأت اليابان في الترويج لعقار “أفيغان”، الذي يستخدم في الأصل لعلاج الإنفلونزا، كأحد العلاجات المحتملة لفيروس كورونا. أمّا بالنسبة إلى الكلوروكين الذي ذاع صيته مع بداية أزمة كورونا، فقالت وكالة الأدوية الأوروبية -ومقرها أمستردام- إن منافع دوائي كلوروكين وهيدروكسي كلوروكين “لم تثبت بعد”.
وجاء في بيان للوكالة أن “الدراسات الأخيرة تفيد بتسبب كلوروكين وهيدروكسي كلوروكين بمشاكل خطيرة وأحيانا مميتة، على صلة بمشكلات في انتظام ضربات القلب، خاصة عند أخذ جرعات كبيرة أو الاستخدام مع المضاد الحيوي أزيثرومايسين”.
واعتبرت أن هذين الدواءين يمكن أن يسببا مشاكل في الكبد والكلى، وتلفا في الخلايا العصبية يمكن أن يؤدي إلى نوبات وإلى انخفاض ضغط الدم.
وأضافت الوكالة أن بيانات التجارب السريرية للدواءين لا تزال “محدودة للغاية وغير حاسمة، ولم تثبت منافع هذين الدواءين ضد كوفيد-19”.
المصدر: رصد لبنان 24 – الأخبار – الجزيرة – روسيا السوم – سكاي نيوز – وكالات