هل تستأهل حكومة حسان دياب أن تحمل لقب ″حكومة التحديات″؟… مرسال الترس

أحسنت حكومة الرئيس حسان دياب في الانتباه الى أن لوائح ″العائلات الأكثر فقراً″ كانت ملغومة سياسياً وحزبياً لجهة تضمنها أسماء غير مستحقة وعائلات خارج دائرة الفقر، وقد توصَلّت الى ذلك خلال بضعة أيام فقط، فعَمِلت على تنقيحها بما يتلاءم مع واقع الحال على مساحة الوطن، بعد توكيل المهمة الى الجيش اللبناني الذي يحظى بثقة المواطنين بعكس العديد من المؤسسات التي تفردّت بهذه المهمة إبان الأزمات الكثيرة التي عصفت بالوطن، ورافقتها الكثير من الشوائب كما أكد أكثر من مرجع رسمي واجتماعي.

وطالما أن هذا النجاح في بلورة الأمور قد لاقى الاستحسان الكافي لدى الأوساط الشعبية والأجتماعية، فقد بات أمام الحكومة مهمات في غاية الدقة لمتابعة مسيرة فضح الشوائب والفساد في العديد من مفاصل الدولة، حتى باتت امام إحتمالين: إما أن الجميع متواطئين في إدارة الظهر لما أقدمت عليه مافيات “مصّ دم” المواطنين، أو انها باتت عاجزة عن القيام بأي خطوات إيجابية نتيجة العَفَن الذي أصاب أجهزتها القضائية التي يُفترض أن تَحكُم بالعدل لصالح حقوق الناس، أو أجهزتها الأمنية غير المؤهلة لتنفيذ تلك الأحكام القضائية نتيجة أوبئة الفساد التي لفحتها… وإلاّ:

لماذا لم تستطع الدولة اللبنانية وقف الهدر المنظم لسنوات طويلة وكشف المستفيدين منه في ملف الكهرباء الذي استقطع ثلث المديونية العامة عبر عشرات المليارات من الدولارات؟.

ولماذا تركت الدولة اللبنانية ملف النفايات يلف كل دساكر وقرى ومدن الوطن من دون وضع حد للأموال التي هُدِرَت في سبيله طوال عقود، ومن دون القدرة على إيجاد حلول منطقية له، مع العلم أن العديد من المراجع الدولية قد أبدت أكثر من رغبة في المساعدة على الخروج من المأزق؟.  

ولماذا تم هدر عشرات المليارات تحت مسمى جهات مكلفة إدارة الكوارث والإنماء في لبنان، من دون القدرة على تحديد من عرقَل فَصل زؤان المصالح السياسية والحزبية والمناطقية عن قمح حقوق المواطنين المغلوبين على أمرهم؟.

وأخيراً وليس آخراً، فليَقُل لنا أهل الحل والربط في الشؤون المالية والنقدية من هي الجهة أو المسؤول عن فقدان الودائع المصرفية للبنانيين من المؤسسات المالية التي كانوا يخبروننا كل يوم كم هي مميزة في العالم وتستأهل العديد من “الجوائز التقديرية”.

فاذا استطاعت الدولة، والحكومة من ضمنها، الردّ على تلك الأسئلة فعندها تستحق أن تحمل لقب “حكومة التحديات”، والاّ فإن طوفان تهديم الهياكل لن يكون بعيداً!


مواضيع ذات صلة:

  1. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  2. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس

  3. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal