سوريا التي ابتليت لتكون العديد من مناطقها بيئة خصبة لنشاط التنظيمات المصنفة على قوائم الإرهاب العالمي، تشهد في هذه الأثناء حركات مريبة لتلك التنظيمات ينبغي متابعتها..
ففي شرق البلاد، ظهر تنظيم داعش من جديد في البادية السورية وهو نفد هجمات على القوات الحكومية محاولا السيطرة على مدينة ″السخنة″ بعد أن قضت على الجزء الظاهر منه قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق البلاد.
في هذا المجال، يرى خبراء بأن تنظيم ″داعش″ يستغل إنشغال العالم بوباء كورونا لمحاولة إثبات الوجود الذي كانت قد حذرت منه العديد من التقارير الدولية.
بالانتقال إلى إدلب، فقد شهدت ″هيئة تحرير الشام″ انشقاقات جديدة لقيادات بارزة في الإدارتين العسكرية والسياسية.
وشكل انشقاق المدعوين: أبو مالك التلي الذي كان له باع طويل في قيادة المجموعات المتطرفة في لبنان وجرود عرسال تحديدا، وبسام صهيوني وعبدالله المحيسني، وأبو العبد أشداء، صدمة للمحيطين بالهيئة، خصوصاً أن أنباء كثيرة تواردت مؤخراً حول مخطط لدمج الحركات المتطرفة مع فصائل أخرى مدعومة تركيا في إدلب، ما يعني عمليا نهاية الهيئة.
لكن، كثيرة هي التسريبات في أوساط المعارضة السورية التي تحدّثت عن العقبات التي تواجه أنقرة في إطار حل الهيئة وفكفكة التنظيم الذي احكم قبضته على محافظة ادلب، نظراً لاعتبار تركيا ″أباً روحياً″ لجبهة الصورة وهيئة تحرير الشام لاحقا .
يبدو أنّ هذا الخلاف بدأ يظهر للعلن عقب ظهور الخلاف الروسي- التركي، في إدلب حول إعادة الحكومة السورية سيطرتها وهذا ما ترفضه تركيا بشدة، لذلك قد يكون الالتحاق بـ″داعش″ هو الملاذ الوحيد المتبقي للتنظيمات الإسلامية في ادلب.
″هو اللعب على حبل الوقت من خلال تمثيلية جديدة″ وفق خبراء التنظيمات المتطرفة، حيث يجري الان إخفاء “هيئة تحرير الشام” والتوطئة لتقدّيمها الى العالم بشكل جديد، لريثما يكتشف العالم الحيلة مجدداً.
فما تسمى بـ″هيئة تحرير الشام″ وعلى الرغم من محاولات التضليل وتغيير الاسم وما إلى ذلك من الخُطوات، لا تزال″ جبهة النصرة″ بالأصل احد فروع تنظيم القاعدة، سيما وأنها ما زالت تحتضنُ العديد من القياديين والشخصيات الذين كان لهم دورٌ مهم في نشرِ فكر تنظيم القاعدة المُتطرف في منطقة الشرق الأوسط، وفي سوريا والعِراق على وجه الخصوص.