توجه رئيس الحكومة الكندية “جاستن ترودو” في خطاب له تناولته جميع وسائل التواصل الإجتماعي وقنوات التلفزة، الى الشعب الكندي مطمئنا إياهم بأنه هو والحكومة الكندية سيكونان في خدمتهم حتى انتهاء أزمة الكورونا، وذلك بتخصيصه نحو 83 مليار دولار لمحاربة هذا الوباء بالإضافة الى الخدمات الإجتماعية وتسهيلات عدة تصب كلها في مصلحة الشعب الكندي فضلا عن إعلانه بأنه ملتزم بالحجر المنزلي.
لا يختلف كثيراً الوضع في كندا عن الوضع في لبنان، غير أن الآية مقلوبة تماماً، فبدلاً من أن تكون الحكومة اللبنانية حاضنة للشعب اللبناني، وتقوم بواجباتها بالحد الأدنى منذ ظهور أول حالة كورونا فيه لجهة أخذ الإحتياطات اللازمة، واغلاق الحدود، ومنع الرحلات الآتية من البلدان الموبوءة، وفرض تدابير مشددة للسيطرة على المرض ومنع تفشيه، تأخرت كثيراً في اصدار هذه القرارات، وعندما أصدرتها، كان سبق السيف العزل ودخل لبنان من مرحلة الاحتواء الى مرحلة إنتشار الفيروس.
لا يختلف إثنان على أن الشعب اللبناني أظهر مرة جديدة مستوى عال جدا من الانسانية ومن الكرم والشهامة، حيث جسد معنى التضامن والتكافل بكل ما للكلمة من معنى، وبادر الى التبرع من نفسه لنفسه، لتأمين المعدات الطبية اللازمة ودعم المستشفيات الحكومية، والوقوف الى جانب الجسم التمريضي الذي يرزح تحت أزمة إقتصادية خانقة.
يمكن القول، أن لا حاجة للشعب اللبناني لدولة تديره، أو تحكمه، فهو قادر على تدبير أموره، خصوصا أن التبرعات بلغت رقما قياسيا، حتى وصلت الى ما يقارب 30 مليار ليرة لبنانيّة، فيما اكتفت الحكومة اللبنانية بالتنظير والمراقبة عن بُعد خوفا من أن تصلها “عدوى” الدفع أو الافراج عن المساعدات التي بات الشعب اللبناني بأمس الحاجة إليها، لتكتفي بالاجتماعات والدراسات والتصاريح وعقد المؤتمرات الصحافية، والتغريدات على وسائل التواصل الإجتماعي، وإشغال المواطنين بمصطلحات مبهمة كالتعبئة العامة، ومنع التجول الذاتي والتي أثارت حملة جدل وسخرية واسعة على وسائل التواصل الإجتماعي.
أمام هذا الواقع، يطرح كثير من المواطنين تساؤلات عدة على مواقع التواصل، من أبرزها: إذا كان الشعب اللبناني قادرا على إنقاذ نفسه بنفسه والتبرع بأموال طائلة من نفسه لنفسه، فما هو دور الدولة أو الحكومة؟، ومتى ستبادر الحكومة الى البدء بتوزيع المساعدات على المواطنين لحثهم على الالتزام بالحجر المنزلي؟، وكيف يمكن لحكومة أن تفرض حجرا منزليا من دون أن تؤمن تقديمات عينية ومالية للعائلات المحجورة؟، ومتى ستنصف الحكومة الجسم التمريضي الذي يخاطر بنفسه لانقاذ اللبنانيين؟.
يقول عدد من المواطنين: إن الحكومة بدل أن تتخطى كل الروتين الاداري وتعلن حالة طوارئ حقيقية لاجبار الناس على البقاء في المنازل وتأمين المساعدات اللازمة لهم، تراها دائما تعتمد أنصاف الحلول.. من دون أن تنسى كيف تلاحق المواطنين في الشارع لتسطير محاضر ضبط بحقهم لدعم الخزينة!!!..
مواضيع ذات صلة:
-
هل انتهى الموسم الرياضي في لبنان؟.. عزام ريفي
-
الكرة الأرضية مغلقة.. لا نشاطات رياضية الى أجل غير مسمى بسبب الكورونا… عزام ريفي
-
الأساطير تُكرّم.. ولا يُوجّه لها إنذارات!.. عزام ريفي