التزم الكورانيون في كل قرى وبلدات القضاء، الحجر الصحي في منازلهم، للوقاية من خطر تفشي فيروس كورونا الذي تحول الى وباء عالمي يحصد المئات من الضحايا، لاسيما من هم يفتقرون الى المناعة اللازمة لمحاربته والانتصار عليه.
أقفلت جميع المحال والمؤسسات التجارية والادارات والمصارف الى جانب المدارس والجامعات باستثناء الصيدليات والافران والسوبرماركات والملاحم ومحطات المحروقات، واكتفى المؤمنون، لدى كل الطوائف والمذاهب، بآداء الصلوات في منازلهم.
وقرعت صباحا اجراس كنيسة القديس جاورجيوس في اميون، وقام كاهن رعيتها الاب الياس نصار بزياح داخل البلدة لرش المنازل بالمياه المقدسة لحماية صحة قاطنيها ببركة الله. وكانت رعية مار قزما ودميانوس في بزيزا قد شاركت كاهنها الاب شارل قصاص بتزنير الكنيسة لحماية البلدة من الكورونا.
وكان لبلديات القضاء الدور الفعال في نشر التوعية لحماية الاهالي واتخاذ التدابير الوقائية للحد من انتشار الفيروس، بعد ان سجلت اربع اصابات، مصدرها مستشفى المعونات، واحدة منها فارقت الحياة، وهي تعود للياس البرجي وهو المصاب الاول، لتواجده خلال علاجه من مرض السرطان في غرفة احد المصابين القادمين من مصر.
وقد اثمر اجتماع عقد في مكتب قائمقام الكورة السيدة كاترين الكفوري انجول مع القادة الامنيين في الكورة، وطبيب القضاء الدكتور ايلي يوسف، ورئيس بلدية اميون المهندس مالك فارس عن تشكيل لجنة لادارة الكوراث بموجب القرار رقم 4 / 2020 برئاسة القائمقام وعضوية قادة الاجهزة الامنية في القضاء وممثلي الوزارات المعنية والبلديات، حيث جرى تنظيم لقاء للبلديات والمخاتير، في مبنى بلدية اميون، لتحديد المهام الملقاة على عاتقهم في مواجهة فيروس كورونا. واهمها نشر التوعية بين الاهالي، التنسيق مع غرف عمليات المحافظة والاجهزة المعنية وغيرها. وتضمنت التوصيات الصادرة عن هذا اللقاء تاليف لجان طبية في كل بلدة، واتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع حصول التجمعات، واشراك دور العبادة في حملة التوعية، تفعيل خلية ادارة الازمات في المحافظة، اصدار تقارير دورية عن الصعوبات التي تواجهها البلديات، والافادة عن عمليات التعقيم في كل بلدة، والتمني على المواطنين الافادة عند وجود أية اصابة مؤكدة لاتخاذ التدابير اللازمة…
وحول سبل الوقاية من العدوى، عملت اللجنة بالتعاون مع الصليب الاحمر على تدريب ما يزيد عن 18 بلدية. كما جرى تدريب مراقبين صحيين من طبابة القضاء من قبل اليونيسف.
وفي السياق عينه، صدر بيان عن لجنة الصحة في اتحاد بلديات الكورة، تضمن الايعاز باقفال المطاعم والمؤسسات السياحية والاثرية والمقاهي والاندية الرياضية… وجميع اماكن التجمعات. والتشديد على تطبيق الحجر المنزلي على الوافدين من دول اجنبية ومقيمين والاشخاص الذين كانوا على اتصال مباشر معهم. ومنع البائعين المتجولين من الدخول الى القرى والبلدات الكورانية … وما تزال اجتماعات اللجنة مفتوحة لمواكبة كل جديد.
وازاء ذلك اطلق المهندس اديب عبد المسيح مبادرة بوضع مبنى مملوك منه، في كفرحزير، بعهدة اللجنة الصحية في الاتحاد، اضافة الى كافة التجهيزات الطبية اللازمة لتوسيع دائرة المبادرات والمساعدات.
ويقوم اتحاد بلديات الكورة باعداد منشور يضم اسماء وارقام اطباء متطوعين لتلقي مراجعات المواطنين عند ظهور عوارض مرضية خاص بالكورونا.
هذا وقد زود حرس قوى الامن، في سراي اميون، بميزان حرارة للتأكد من حرارة المواطنين الذين يدخلون الى المبنى، بعد ان تم تعقيم مكاتب السراي من قبل شركة متخصصة متعاقدة مع بلدية اميون. كما قامت بلديات القضاء بتعقيم جميع الاماكن العامة في نطاقها، اسوة بالجامعات والمستشفيات والدوائر الرسمية في المنطقة.
والى ان تنتهي هذه المرحلة الصعبة على جميع المواطنين، من القلق والخوف والتشدد في التدابير الصحية والحجر الوقائي.. يمارس الكورانيون واجباتهم الاجتماعية عبر وسائل التواصل الاجتماعية. حتى ان مراسيم الدفن والعزاء باتت تقتصر على الاهل دون طباعة او نشر اوراق النعي، لعدم تقبل التعازي، حفاظا على صحة وسلامة الجميع.
مواضيع ذات صلة:
-
الكورانيون يعودون الى خيرات أرضهم في الظروف العصيبة… فاديا دعبول
-
زيتون الكورة: كيف سيكون الموسم.. وما هي التحديات؟… فاديا دعبول
-
رفض كوراني لمسودة مرسوم المقالع والكسارات وانتظار لتعديل جديد والا التصعيد… فاديا دعبول