لطالما كان ومازال اسطورة كرة السلة اللبنانية، وعامودها الفقري من دون أي منازع، والمثال الأعلى لأي رياضي عموماً، وأي لاعب كرة سلة خصوصاً، النمر فادي الخطيب المدافع الأول والأشرس عن اللعبة الأكثر شعبية في لبنان وهي كرة السلة، خصوصا أنه قضى ما يقارب 22 سنة من عمره في خدمتها، وأوصل لبنان من خلالها الى العالمية.
لا يمكن أن تُختصر انجازات فادي الخطيب السلوية في مقال واحد، فألقابه الفردية والجماعية، المحلية والدولية لا تعد ولا تحصى، فقد بدأ الخطيب مواليد 1979، مسيرته السلوية بعمر 15 سنة مع نادي الرياضي بيروت، قبل أن يلفت أنظار نادي الحكمة الذي استقدمه في عمر 17 سنة، حيث بدأ الخطيب من بوابة “الأخضر” مسيرته السلوية الاسطورية، التي حصد فيها العديد من الألقاب، وحقق خلالها الكثير من الإنجازات، ولعل أبرزها: احرازه بطولة لبنان 7 مرات، بطولة آسيا للأندية 4 مرات، بطولة العرب للأندية 4 مرات، بطولة غرب آسيا 3 مرات، وقيادته لمنتخب لبنان الى بطولة العالم ثلاث مرات، وقيامه بلعب دور أساسي في فوز لبنان على كل من فنزويلا وفرنسا في العام 2006 وكندا في العام 2010، احتلاله المركز العاشر كأفضل مسجل في بطولة العالم 2002، والثامن في 2006، وغيرها الكثير من الإنجازات.
اهتمام وحب فادي الخطيب للعبة كرة السلة اللبنانية، وخوفه على مستقبلها، وقوله كلمة الحق دائماً في وجه الجميع ومن دون تردد، وحرصه على وضع النقاط على الحروف، وكشفه لكل مستور، وتبيانه للحقائق، ومحاولاته العديدة لمحاربة وتطهير اللعبة من الفساد، لطالما انقلبت ضده بشكل غريب وغير منطقي اما بدعوى قانونية، أو انذار، بدلاً من أخذ كلامه على محمل الجد، والعمل به، كونه يحمل خبرة واسعة في عالم كرة السلة كلاعب أسطوري، وكاداري يشرف على مجمع الشامبس الرياضي “champs”، والذي يسعى من خلاله الى تطوير كرة السلة اللبنانية وبناء جيل سلوي جديد يرفع من خلاله اسم لبنان عالياً.
في الأيام القليلة الماضية، تحدث فادي الخطيب عبر قناة “MTV”، في برنامج “منا وجر”، وبحرقة قلب كبيرة عن الوضع المأساوي الذي يمر به لبنان عموماً، وكرة السلة اللبنانية خصوصاً، وأشار الى أن الاتحادات الخارجية تتخذ من اتحادنا رمزاً للفساد الذي بات متفشيا في جميع مؤسسات الدولة من دون استثناء، الأمر الذي دفع بالإتحاد اللبناني لكرة السلة الى توجيه إنذار له، أو كتاب بحسب ما جاء في بيانه، بمقاضاة الخطيب قانونياً، كما طلب الاتحاد من الخطيب الاعتذار أو تزويده بالأدلة التي تثبت على أن هناك فسادا في الإتحاد.
لا يمكن لأحد أكان لاعباً، رئيساً للإتحاد، أم عضواً، انكار مدى حب الخطيب لكرة السلة اللبنانية، فهو خدمها لمدة 22 سنة متتالية وأوصلها للعالمية، وتوالى على مسيرته العديد من الإتحادات، وكان شاهداً على كثير من الأحداث، ولطالما كان المدافع الأول عن اللعبة، والطامح الأبرز لتطويرها، وإيصالها لأماكن بعيدة.. لكن الواضح أن الإتحاد اللبناني الحالي لكرة السلة يجهل تماماً مدى أهمية وخبرة فادي الخطيب محلياً ودولياً، خصوصاً أنه يشكل الواجهة الراقية والمتكاملة للرياضة في لبنان، فالإتحادات الخارجية للدول لا تقاضي لاعبيها الذين تحولوا الى أساطيرها، بل تكرمهم كلما سنحت الفرصة، وتأخذ كلامهم وان كان هجومياً نابعا من حرقة على اللعبة بعين الإعتبار وعلى محمل الجد لا سيما على صعيد القيام بالتحقيقات المطلوبة لتبيان الحقائق، كما تسعى للتعاون معهم لتطوير اللعبة والإستفادة من خبراتهم لسد الثغرات، وبناء مستقبل مشرق للعبة بعيداً عن شبهات الفساد والصفقات.