هل يُضحي سعد الحريري بـ″أمين عام المستقبل″ لانقاذ تياره؟… غسان ريفي

يقول مطلعون على أجواء ″تيار المستقبل″، أنه بدأ يأخذ المنحى الانحداري منذ المؤتمر التنظيمي العام الثاني الذي عقد في العام 2016، وأدى الى طغيان ″العائلية″ على التيار السياسي، والى تقدم العلاقات الشخصية على الخبرات والكفاءات في التعيينات وتوزيع المناصب، ما جعل النفوذ فيه حكرا على المقربين من العائلة الحريرية، أو من الأمين العام أحمد الحريري الذي بالغ في التعاطي الشخصاني الذي كان له أثرا سلبيا على ″التيار الأزرق″ الذي لا يختلف إثنان اليوم على أنه في وضع لا يُحسد عليه.

يدرك الرئيس سعد الحريري أن تيار المستقبل  يحتاج الى إعادة صياغة من رأس الهرم الى القواعد الشعبية، وأن قيادته الحالية المتمثلة بالأمين العام أحمد الحريري والمقربين منه لم تعد قادرة على جمع الشمل، أو القيام بعملية الاستنهاض المطلوبة، أو إقناع المناصرين والأصدقاء، وذلك بعدما أخفقت في مواضع كثيرة.

لا شك في أن التجارب السابقة أثبتت أن أحمد الحريري يفتقد كثيرا من الصفات القيادية التي تخوله تحمل المسؤولية في أكبر تيار سني في لبنان، كما أدى سلوكه الى إنكفاء العديد من أصحاب الخبرات السياسية التي كان يحتاجها التيار الأزرق في مسيرته، بعدما شعروا أن دورهم مصادر، وأن رأيهم غير مسموع حيث لا صوت يعلو فوق صوت الحريرية ولو كان هذا الصوت على خطأ.

لكن من الانصاف القول أيضا، أن أحمد الحريري ذهب الى المعركة السياسية أعزلا من دون سلاح ومن دون مقدرات أو مقومات تساعده على إرضاء الناس، حيث واجه الأزمة المالية التي عصفت بالرئيس سعد الحريري وعانى منها بعدما عجز عن تلبية أبسط المطالب، كما وجد نفسه مضطرا لتسويق تسوية رئاسية أبرمها زعيم تياره بين قواعد شعبية رافضة لها بالكامل، ما جعله يتناقض مع كل الشعارات التي كان يتحلق حولها الجمهور الأزرق، حيث يقول مطلعون أن أحمد الحريري “إستطاع الحفاظ على التيار بالرغم من كل التحديات المالية والسياسية التي عصفت به.

ينشط أحمد الحريري اليوم على أكثر من صعيد، حيث يستفيد من موقع المعارضة بعد خروج الرئيس سعد الحريري من الحكم، ويسعى الى التنسيق مع الأحزاب الحليفة، وإعادة شد العصب الأزرق من خلال اللقاءات التي يعقدها مع منسقيات المناطق، وذلك لاعادة تفعيل حضوره وتثبيت موقعه ضمن التيار، ولاقناع الرئيس الحريري بأنه ما يزال الرجل المناسب في المكان المناسب.

تشير المعطيات الى أن الرئيس الحريري يعيش صراعا تجاه وضع هيكلية جديدة لتياره، فهو يتلقى نصائح بضرورة تعيين أمين عام بدلا من أحمد الحريري لاحداث صدمة إيجابية في القواعد الزرقاء، لكنه في الوقت نفسه يخشى التضحية بـ “أحمد” لكي لا يُحدث شرخا في العائلة، ولا يُغضب عمته بهية الحريصة على دور إبنها في “تيار المستقبل” الذي تترأس كتلته النيابية، ما يجعل التيار أسير التجاذبات العائلية التي لن تكون في مصلحته.

يقول مقربون من تيار المستقبل: إن على الرئيس الحريري أن يختار بين تياره السياسي وبين عائلته، أو أن يوازن بين الطرفين بالابقاء على أحمد الحريري وتطعيم الأمانة العامة بوجوه جديدة، وأن يغتنم فرصة وجوده خارج الحكم لاعادة الاستنهاض، وإلا فإن الأمور ذاهبة الى مزيد من التأزم، خصوصا أن الجميع يدرك بأن المستقبل يحتاج الى معجزة لانقاذه.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل ينجح ″الحراك″ في تعطيل جلسة الثقة؟… غسان ريفي

  2. ماذا يحصل في تيار المستقبل؟… غسان ريفي

  3. هل وجه الحريري رسالة الى جعجع من خلال جلسة الموازنة؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal