خاص ـ سفير الشمال
ضربت طرابلس موعدا مع مناطق لبنانية مختلفة في ثلاثاء غاضب ترجم بقطع طرقات وإشعال إطارات وإغلاق مؤسسات ومسيرات طلابية، وتجمع ليلي في ساحة عبدالحميد كرامي (النور) التي تألقت بحضورها الذين إستعادوا أرضها ورفعوا الاعلام اللبنانية، وأطلقوا الهتافات ضد الفساد والاستعباد والطائفية والمذهبية والاستبداد، مطالبين باسقاط حسان دياب الذي دخل على خط المحاصصة الطائفية مشددين على ضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط من الاختصاصيين، كما رفع البعض لافتات تطالب باسقاط مجلس النواب.
إستعادت طرابلس حضورها وألقها، فوجهت رسالة شديدة اللهجة الى كل أركان السلطة، بأن الهدوء الذي شهدته خلال الأيام الماضية لم يكن إستكانة أو قبولا بالواقع أو خوفا أو خنوعا، وإنما كان عبارة عن فرصة أعطتها لأركان الحكم لتشكيل حكومة، لكن الفرصة إنتهت والحكومة لم تتشكل، وعلى المعنيين بعد الثلاثاء أن يعدوا أيام الغضب التي ستتوالى وتربك السلطة والحكم.
عادت طرابلس أمس لتنتفض على حرمان الدولة، ولتقول لا لشل مرافقها وإهمال مؤسساتها، وحرمانها من أبسط المشاريع..
عادت طرابلس لتنتفض بهدف إسترجاع حقها المهدور في الادارات العامة، ولتطالب بالعدالة والمساواة وبفرص العمل للشباب، وبالحد من الفقر والبطالة والتسرب المدرسي، ولانصاف العائلات الفقيرة والمحتاجة، ولتؤكد أنها لن تسمح بذل أبنائها في الكهرباء أو في المحروقات أو في المستشفيات مشددة على ضرورة مواجهة كل ذلك في الشارع، خصوصا أن هذه السلطة لا تفهم سوى لغة القوة.
من الثلاثاء الموافق لتسعين يوما على إنطلاق الثورة، جددت عروس الثورة إنتفاضتها فرسمت ملامح المرحلة المقبلة التي ستتسم بالغضب حتى إسقاط النظام والحكم وتنفيذ المطالب.
الفيديو والصور بعدسة الزميل فتحي المصري:
https://youtu.be/fKBO5tVtjYQ