ما الذي جرى داخل معرض رشيد كرامي الدولي يوم أمس؟، ولماذا تم نقل عائلات الى حرمه؟.
الواقع، أن قضية العائلات التي قصدت معرض رشيد كرامي بالأمس أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض، مؤيد لعائلات مشردة على الدولة تأمين الايواء لها وفي ظل غيابها فان مرافقها الحيوية ″تفي بالغرض″، في حين أكدت آراء مطلعة على ان هذه العائلات تملك المساكن وهي أساساً ليست من أبناء المدينة بل ان قسما كبيرا منها أتى من الأقضية المجاورة كعكار والضنية وعليه فان مدينة طرابلس غير معنية بهم، ومن أتى بهم الى المعرض عليه تحمل مسؤولياته.
القضية تفاعلت أكثر، حينما بدأ الحديث عن المطالبة بفتح فندق الكواليتي ان وايواء العائلات فيه، وبالطبع فان المسألة هنا تتخطى قضية الايواء وبات يشتم منها رائحة القضاء على ما تبقى في المدينة من مرافق اقتصادية ينبغي دعمها بدلاً من المساهمة بانهيارها أكثر فأكثر، وخلال الأخذ والرد عبر شبكات التواصل، صدر عن رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق الذي كانت المفاوضات تتم معه في سبيل ايجاد الحلول لهذه العائلات، حيث وجد أنه بالامكان نقلهم الى أوتيل بالاس في منطقة التل بجانب مقهى فهيم بحيث تقضي العائلات ليلتها فيه بدلاً من البقاء في العراء وسط أجواء الطقس العاصف والماطر على أن يتم معالجة القضية اما من خلال تحسين بعض البيوت التي تحتاج لأعمال ترميم، واما باستئجار منازل لمن لا يملكون مأوى على أن تقوم بلدية طرابلس بدفع الايجارات على مدار ثلاثة أشهر ربما تتحسن الأحوال بعد تلك الفترة.
بين البلدية والمعرض ومعاناة الشعب
بالطبع بلدية طرابلس تلقفت القضية بعد سلسلة من الاتصالات فيما بينها وبين القوى الأمنية وادارة معرض رشيد كرامي الدولي حيث أفاد المدير العام أنطوان أبو رضا في اتصال هاتفي مع ″سفير الشمال″: ″أن ادارة المعرض قد اتخذت القرار منذ بدء التحركات الاحتجاجية بالسماح لعدد كبير من الجمعيات باستخدام باحته لتوزيع المساعدات، أو بعض القاعات بهدف الاحتفاظ بالمساعدات، وما جرى مؤخراً انما أتى من ضمن ذلك حيث جرى الاتصال بادارة المعرض بغية السماح لاحدى الجمعيات بتوزيع مساعدات، فدخلت العائلات ودخل معها شاحنة لكن ما جرى أتى بعكس التوقعات حيث بدأ نصب الخيم واشعال النار للتدفئة، وكل هذا وكمعرض لم نعرف ماذا نفعل، أجرينا اتصالاً بوزير الاقتصاد المعني بالمعرض فطلب منا معالجة الموضوع بروية، حينها بدأت الاتصالات فيما بيننا وبين القوى الأمنية لحل المشكلة بطريقة لا تؤذي الناس الذين لجأوا الى هذا المرفق العام، وبالفعل كان هناك حلاً طرحه رئيس البلدية الدكتور رياض يمق سيما وان المعرض غير مؤهل للسكن كونه ما من كهرباء ولا تدفئة وفي الطقس الماطر من الصعوبة بمكان البقاء فيه، فما كان من الدكتور يمق الا أن اتخذ على عاتقه مسؤولية نقلهم الى أوتيل بالاس في التل وايوائهم لليلة واحدة ومن ثم التكفل بعدد منهم وممن لا يملكون منزلاً بدفع الايجار عنهم لفترة معينة، لكن ما لاحظناه أن العائلات التي كانت في المعرض لم تتوجه جميعها الى الأوتيل والذي استقبل 12 عائلة لا أكثر مما يعني أن البعض عاد الى منزله وبالتالي القضية تطرح الكثير من علامات الاستفهام حول السبب الحقيقي الذي يقف وراءها؟، على كل حال يهمنا القول أننا لسنا ضد الشعب في تحركاته بل على العكس نحن وقفنا الى جانبه منذ اللحظة الأولى ودعمناه حينما دعمنا الجمعيات الخيرية ولا زلنا، لكن يحق لنا طرح السؤال عن المغزى الحقيقي من هذا التحرك والذي أثار حفيظة العديد من أهالي المدينة″.
جمعية ″عطايا لكل لبنان″
الناشط السياسي طلال كبارة ولدى سؤاله عن الهدف من وراء احضار العائلات الفقيرة الى معرض رشيد كرامي قال:″الحقيقة اننا نجحنا في ايصال رسالتنا من خلال تسليط الضوء على عائلات تعاني الأمرين حتى داخل منازلها والتي لا تتوفر فيها أي مقومات العيش الكريم، نحن سلطنا الضوء على المنازل الآيلة للسقوط والتي تستوجب اهتمام الدولة والهيئة العليا للاغاثة فضلا عن الوزارات المعنية، ونحن نعلم جيداً أن أموالاً تدخل للدولة في سبيل ترميم المنازل لكن لا تستخدمها، واليوم كل ما كنا نريده من عملنا لفت النظر الى ان هناك شريحة كبيرة من المواطنين ستبقى بلا مأوى بعدما باتت عاجزة عن دفع إيجار منزلها، واذا استغرب البعض هذا العمل اليوم فان غدا لناظره قريب وسنجد عائلات كثيرة في الشارع″.
بماذا تصرح العائلات؟
فاطمة ياسين من حي التنك قالت: ″زوجي لا يعمل كونه مسن وعندي أربعة أولاد أحوالنا داخل بيوتنا لا نحسد عليها، ابني لم يتعلم بسبب انصرافه للعمل، نناشد الجميع الوقوف الى جانبنا كوننا نعيش ″كالحيوانات″ فالزريبة أهم من منازلنا، اليوم لدينا فرصة حتى نضوي على مأساتنا فلما لا يكون هناك مساكن شعبية تأوينا؟، ولماذا لا تتأمن فرص العمل لشبابنا؟″.
نسرين الكوت أم لثلاثة أولاد قالت: ″أعيش في حي التنك ويومياً الحشرات والأفاعي تدخل الى بيتي، زوجي يعمل كنجار لكن عمله توقف بسبب الظروف وأنا كنت أعمل ضمن البيوت وبسبب ابنتي الطفلة اضطررت للبقاء في المنزل، فهل هناك من يساعدنا؟، لطالما تم القاء الضوء على بيوتنا من قبل وسائل الاعلام لكننا لم نحصل على شيء فهل من الممكن الالتفات الينا اليوم؟″.
من جهتها كوثر عمر محيو قالت: ″منازلنا أشباه بيوت، المياه تدخل علينا من السقف ومن الأرض نطالب بالتحسين من قبل المعنيين، هي بيوت اترنيت وتحتاج للدعم اللازم، وليس لدينا الأموال وهناك في الدولة وزارات للاهتمام بشؤوننا لكننا لا نحظى بأي مساعدة فالى متى يتوجب علينا السكوت؟، زوجي كان يعمل عتال في مرفأ طرابلس وتم الاستغناء عنه بعدما تم الاستعانة بالعمال السوريين″.
فيديو:
-
بالفيديو والصور: عائلات فقيرة طردوا من منازلهم في خيم داخل معرض رشيد كرامي
-
بالفيديو: اشكال بين مواطنين وعمال في مطعم.. وسامي فتفت يوضح
-
بالفيديو: سائق يدهس المحتجين ويمر بالقوة
-
بالفيديو: المحتجون يستهدفون سياسيا جديدا في احد المطاعم
-
بالفيديو والصور: عائلات فقيرة طردوا من منازلهم في خيم داخل معرض رشيد كرامي
-
بالفيديو: منع يوسف فنيانوس من الدخول الى احد المطاعم
-
بالفيديو: مسلّحون يسرقون 3 محلات
لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.
لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.