خاص ـ سفير الشمال
ظن اللبنانيون لوهلة أن ثورة 17 تشرين الأول قد إنطفأت، وأن ما حصل كان عبارة عن فورة إجتاحت الشوارع لفترة ونجحت السلطة من خلال الوقت في التخفيف من وهجها، وتحويلها الى مجموعات شبابية تقطع الطرقات وتثير الشغب وتؤدي الى إنقلاب اللبنانيين عليها كونهم يتطلعون الى ثورة سلمية.
وظنت السلطة أنها إنتصرت على شعبها، فبعد أن لعب أركانها دور الثوار والمظلومين وتفوقوا في مطالبهم على مطالب فقراء الثورة، عادوا ليكشروا عن أنيابهم ويشكلوا حكومة على قياسهم مستخدمين إفتقاد رئيس الحكومة المكلف الى أي غطاء سياسي أو طائفي، وضاربين بعرض الحائط كل الوعود التي أطلقوها للثوار بتشكيل حكومة تكنوقراط تتولى إنقاذ البلاد والعباد في آن.
ظنت التيارات السياسية أنها نجحت في شق صفوف الشارع الثائر، وتحويله الى مجموعات سياسية وطائفية ومذهبية تتناحر في ما بينها ما يُذهب ريحها، وبدأت تستفيد من بعض الموتورين لتؤكد حضورها وتفرض شروطها في تشكيل الحكومة الجديدة.
بعد نحو خمسين يوما من إنطلاق الثورة، بدأت هذه السلطة تستعيد أنفاسها، وعاشت نحو 37 يوما تتفرج على توترات بين اللبنانيين على خلفيات قطع الطرق والاعتداءات على الاملاك وإقفال المؤسسات والمدارس والجامعات الأمر الذي لا يليق بالثورة ولا بأهلها ولا باللبنانيين الداعمين لها، لكن سرعان ما إنقلب السحر على الساحر، وإنتفض طائر الثورة من جديد، وعاد ليقلق راحة أركان السلطة الذين فوجئوا بساحة عبدالحميد كرامي في طرابلس تتألق مجددا وتفتح ذراعيها لأبناء الشمال الذين إحتشدوا فيها وأحيوا شعاراتها الداعية الى إسقاط السلطة والرئيس المكلف والى إجراء إنتخابات نيابية مبكرة، كما أربكتهم ساحة الشهداء التي جمعت أبناء بيروت والجوار على قلب واحد وكلمة واحدة، وكذلك ساحة إيليا في صيدا التي وجهت رسائل شديدة اللهجة، وساحات النبطية وكفررمان التي عبرت عن نفسها وأكدت أنها في صلب المواجهة للوصول الى الدولة المدنية العادلة والى السلطة المنبثقة من تطلعات الشعب.
بالأمس إنتهت الفرصة التي منحت للسلطة من أجل تشكيل حكومة جديدة تكون على مستوى تطلعات الثوار، وتأكد للقاصي والداني أن التيارات السياسية لا تفهم سوى لغة القوة والشارع، وأنها بعد 87 يوما لم تفهم أن ثمة شعب غاضب يريد الاطاحة بها، وأن الأزمات التي تفبرك الواحدة تلو الأخرى لن تضعف عزيمته ولن تطفئ جذوة الثورة لديه..
بالأمس عاد الشارع ليقول كلمته التي من المفترض أن تعيد السلطة الى حجمها، وأن تؤدي الى إستفاقة سياسية لتصحيح الخلل وتشكيل حكومة تشبه الناس وتدافع عنهم لا أن تكون عبارة عن ممثلين درجة عاشرة للتيارات السياسية بما يؤدي الى مضاعفة حجم الأزمات والصعوبات التي قد تدفع كل اللبنانيين للنزول الى الشارع وبدء التحضير للاطاحة بالرؤوس الكبيرة، وعندها ليس من ساعة مندم.
فيديو:
-
بالفيديو: سيدة تصدم شرطيا طلب منها التوقف.. ثم تهرب
-
بالفيديو: محامية القتيل محمد موسى: طلبنا منع سفر نانسي عجرم وزوجها وهناك سيناريو مخفي
-
بالفيديو: جريمة مروّعة.. أحرقت زوجها بالأسيد بسبب ساحر
-
بالفيديو: اشكال داخل مطعم في البترون
-
فيديو: وفاة طفلة سورية بسبب الفنانة كندا حنا
-
بالفيديو: شاهدوا كيف اعاد الجيش طوافات متوقفة منذ الـ1990 الى الطيران
لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.
لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.