لا يخفى على أحد من اللبنانيين التقارير الكثيرة المحلية والعالمية التي تشير الى أن طرابلس هي أفقر المدن على الحوض الشرقي للبحر المتوسط، وهي المدينة المحرومة والأكثر تهميشا من قبل الدولة اللبنانية، بالرغم من كل الامكانات التي تمتلكها في العديد من المجالات ويمكن لها ان تثبت حضورها وقدراتها من خلالها، لكن وفقا لكثير من المتابعين ان هناك من يريد أن يقيّد المدينة ويلغي دورها ويضرب مرافقها منذ زمن بعيد.
هي طرابلس التي انتفضت في 17 تشرين الاول على كل الاهمال الذي تعانيه والحرمان الذي يحاصرها من كل الجهات، فانتزعت ″لقب عروس الثورة اللبنانية″ في التحركات الراقية والسلمية التي تميزت بها حيث ابهرت العالم بما يحصل في ساحة عبدالحميد كرامي ″النور″ أو ″ساحة الثورة″ فاحتلت اهتمام الصحف العالمية قبل المحلية.
ربما لم ترق إنتفاضة طرابلس على كل هذا الحرمان والاهمال وعلى السلطة بشكل خاص، لبعض تيارات السلطة التي تعمل بشكل متواصل ومستمر على الامعان في معاقبة الفيحاء عند كل فرصة تسنح لها والأمثلة على ذلك كثيرة، إلا أن جديد المفاجآت غير السارة هي في استبعاد منشآت النفط في طرابلس عن استلام البنزين الذي قررت الدولة اللبنانية إستيراده عبر وزارة الطاقة ممثلة بالوزيرة ندى البستاني، حيث أدى التأخير في فتح الاعتمادات من قبل مصرف لبنان الى تكبيد الدولة اللبنانية مبلغ 15 ألف دولار عن كل يوم تأخير عن إفراغ الناقلة لحمولتها من البنزين 95 أوكتان في منشآت النفط في الزهراني التي حلت فجأة بدلا من طرابلس ولأسباب مجهولة، ما أدى الى حرمان المنطقة من البنزين المدعوم الذي فرح اللبنانيون عند سماع الوزيرة البستاني تتحدث عن كسر كارتيل النفط الذي يتحكم في هذا القطاع خصوصا بعد الاذلال الذي واجهه اللبنانيون على أبواب المحطات.
هذا الاستبعاد، وفقا لكثير من المتابعين ليس بريئا، وهو يحمل في طياته رسالة واضحة الى طرابلس وأهلها الذين ينتفضون على السلطة والعهد وتياراتهما السياسية، خصوصا أن خطوة وزارة الطاقة المعروفة بهويتها السياسية البرتقالية منذ سنوات، تأتي إستكمالا لمسلسل إهمال عاصمة الشمال ومطالبها خصوصا بما خص شركة نور الفيحاء التي كان من شأنها أن تؤمن التيار الكهربائي لطرابلس وضواحيها 24 ساعة لولا الحصار الذي وضعوه عليها، وقيامهم في أسر ملف الشركة في أدراج الوزارة.
يتساءل كثيرون من ابناء طرابلس، الى متى سيبقى هذا الحرمان مستمرا؟، والى متى ستبقى الفيحاء محرومة من الفرص القادرة على تنميتها وإنمائها؟، والى متى ستبقى عاصمة الشمال تعاقب على مواقفها السياسية المتقدمة؟، وهل تستطيع الثورة التي شكلت طرابلس عامودها الفقري أن تعيد الى هذه المدينة حقوقها؟..
فيديو:
-
بالفيديو: العارضة الاميركية (العارية) تتسلق إهرامات مصر
-
بالفيديو: سرقة ″سيخ شاورما″ من احد المطاعم اللبنانية
-
بالفيديو: لحظة سرقة صيدلية في طرابلس
-
بالفيديو: سقوط سقف منزل على سيدة في طرابلس
-
بالفيديو: احتكاك يشعل عاموداً كهربائياً
-
بالفيديو: صعوبات في اخماد حريق معمل الرينغو
-
فيديو: ناصيف زيتون يتعرض لهجوم في حفله في ألمانيا
لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.
لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.
مواضيع ذات صلة:
-
الفتنة تتنقل.. هل دخل ″الطابور الخامس″ الى عكار؟… أحمد الحسن
-
تفلت أمني وإقتصادي.. من يتحمل المسؤولية؟… أحمد الحسن
-
إذلال اللبنانيين يُترجم في محطات المحروقات!… أحمد الحسن