حتى الآن لا شيء يوحي بتأجيل جديد للاستشارات النيابية الملزمة المقررة صباح الاثنين في قصر بعبدا، لكن تكليف الرئيس سعد الحريري من المفترض أن يمر في عدة مراحل قبل البدء بمشاورات التأليف.
أولا: بعد الليلة العنيفة التي شهدها وسط بيروت أمس، لا بد من رصد حركة الشارع ليل اليوم وما يمكن أن يحصل مجددا.
ثانيا: قدرة النواب على الوصول الى قصر بعبدا وما يمكن أن يقوم به الحراك من تحركات وقطع طرقات بهدف تعطيل الاستشارات.
ثالثا: موقف الجيش اللبناني والقوى الأمنية في التعاطي مع أي حركة قطع طرقات في محيط القصر الجمهوري.
رابعا: عدد الأصوات التي سينالها الحريري من الكتل النيابية والتي في حال كانت هزيلة قد تدفعه الى عدم قبول التكليف، أما في حال كانت وازنة فإن ذلك يوحي بأن ثمة نوايا إيجابية لتسهيل مهمة التأليف.
قد تكون نتائج الاستشارات محسومة لجهة تسمية الرئيس الحريري كونه المرشح الأوحد بعد “الحرم” الذي أنزله دار الفتوى على كل الطامحين لهذا المنصب، فضلا عن الالتفاف السني حوله، لكن ما لم يُحسم حتى الساعة هو موقف الكتل النيابية التي ما تزال تدرس خياراتها، باستثناء كتلة تيار المستقبل التي ستسمي حتما الحريري الذي يرأسها ويتزعم تيارها، إضافة الى كتلة الوسط المستقل برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي التي أعلنت عن خيارها في تسمية الحريري كونه الأنسب لقيادة هذه المرحلة، وكتلة نواب الكتائب التي أعلنت أنها ستسمي السفير نواف سلام.
أما سائر الكتل النيابية، فإن تكتل لبنان القوي الذي يضم كتلة التيار الوطني الحر، وكتلة تضامن الجبل، وكتلة نواب الأرمن، فهي ستعقد إجتماعا مساء اليوم الأحد للاعلان عن موقفها الذي سيتوقف على التشاور مع الحريري والثنائي الشيعي حول شكل الحكومة ومضمونها، وعما إذا كان باسيل سيصر على أن يكون خارجها، أم أن المفاوضات معه قد تثمر في تسمية ممثل عنه نزولا عند رغبة السيد نصرالله، في حين أن النائبين المستقلين شامل روكز ونعمه إفرام فيؤيدان حكومة إختصاصيين وربما لا يسميان الحريري، بينما سيتجه النائب ميشال ضاهر الى تسمية الحريري.
الى ذلك ما تزال الاتصالات جارية مع الحزب التقدمي الاشتراكي الذي لم يحسم أمره بعد، وهو سيعقد إجتماعا مساء الأحد ليعلن موقفه من المشاركة في الاستشارات التي كان أعلن عن مقاطعتها يوم الاثنين الماضي، ومن تسمية الحريري.
وستعقد القوات اللبنانية إجتماعا قبل ظهر الاثنين لتحديد موقفها، وقد نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر مقربة منها بأن الاتجاه لديها هو لتسمية الرئيس الحريري.
في غضون ذلك تتجه الانظار الى موقف الثنائي الشيعي بعد الكلام الايجابي الذي أطلقه السيد حسن نصرالله في كلمته مساء أمس الأول الجمعة، وإذ أشارت صحيفة الشرق الأوسط نقلا عن مقربين من الثنائي الى أنهما يتجهان الى تسمية الحريري، فإن حزب الله ربما يساعد الرئيس المكلف على إنجاح مهمته، لكن قد لا يسميه كما جرت العادة التي كسرها فقط في الحكومة الماضية، علما أن الاتصالات والمشاورات تجري على قدم وساق لاتخاذ القرار النهائي.
في حين أن كتلة التنمية والتحرير برئاسة الرئيس نبيه بري ستتجه الى تسمية الحريري وهي ستعقد إجتماعا في غضون الساعات المقبلة لحسم موقفها، كما أن التكتل الوطني برئاسة طوني فرنجية يتجه أيضا نحو تسمية الحريري.
اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين يتجه لعدم تسمية الحريري، وتسمية نائب من اللقاء، فيما ستعقد الكتلة القومية الاجتماعية إجتماعا اليوم الأحد لتحديد موقفها، كما أن أسامة سعد لن يسمي الحريري وكذلك جميل السيد، أما النائب نهاد المشنوق المنفصل عن كتلة المستقبل فسيحسم موقفه الاثنين.