شهدت الأيام الماضية تحركات عديدة ومتنوعة في الشارع، لها أهداف محددة ومطالب متنوعة باتت معروفة لدى الجميع، لكن المفارقة أن نواة هذه التحركات كانت الطلاب الجامعيين الذين تركوا كتبهم ومراجعهم ومقاعدهم الجامعية، واتخذوا من ساحة عبد الحميد كرامي (النور) مكاناً نصبوا فيه خيمهم التي تعد مركزاً لانطلاق تحركاتهم ولإقامة ندوات وحوارات ثقافية متنوعة فيما يينهم، ومساحة لمشاركة هواجسهم ومخاوفهم من مستقبل مجهول لا يعرف أحد ماذا يخبئ لهم.
الجدير بالذكر أن الطلاب ينقسمون الى قسمين: القسم الأول هم الذين مازالوا يكملون دراستهم في الجامعة ويطمحون الى التخرج وتحقيق طموحاتهم وأهدافهم، أما القسم الثاني فهم الذين تخرجوا واصطدموا بواقع مرير لا فرص عمل متاحة فيه، وانضموا بحكم وجودهم في لبنان الى قافلة العاطلين عن العمل تاركين شهاداتهم لتدفئة جدران منازلهم.
مطالب الطلاب التي يتداولونها في خيمهم واضحة كالشمس، ويأتي في مقدمتها رفضهم وبشكل قاطع ما يسمى “الواسطة”، التي تعد السبب الأساسي لتدمير أحلام الكثيرين منهم، حيث يردد أغلبيتهم: “يلي ما عندو واسطة ما بحياته يحلم يتوظف بلبنان”، كما يشتكي البعض الآخر من سوء تنظيم سوق العمل اللبناني والذي ينعكس في عدم توفر فرص عمل تكفي لجميع الخريجين، هذا بالإضافة الى النقاشات المبكية التي تدور فيها بينهم حول مهندس يعمل كنادل في احد المطاعم، أو خريج ادارة أعمال افتتح قهوة فقط ليعيش في هذا البلد.
أما في ما يتعلق بوضع البلد فأغلبية الطلاب، أصبح عندهم معدلا عاليا من الوعي، ومطلبهم هو تغيير هذه السلطة الحاكمة “الفاسدة” بنظرهم والتي فقدوا الثقة فيها كلياً، وذلك بعد القيام بمحاسبتها، واستبدالها بأشخاص كفوئين يخافون على مصالح الجيل الجديد، ويقدرون طموحاته.
كثيرة هي المخاوف التي يعيشها الطلاب، والكثير منهم يفكرون بشكل جدي بالهجرة بمجرد توفر الفرصة. حيث يقول أحدهم: “طلاب الجامعات هم ثروة حقيقية لا تقدر بثمن في جميع بلدان العالم، فهم يشكلون المستقبل الواعد والمشرق بما يحملون من أفكار وطموحات لتطوير البلد الذي يعيشون فيه، حيث تقوم أي دولة في العالم بتقديم كل ما تستطيع من تسهيلات ودعم لرفع معنوياتهم وتثبيتهم في وطنهم، والعمل معهم ليلاً ونهاراً لتحقيق أحلامهم، الا عندنا في لبنان، فالأمر معاكس تماماً ومخالف للمنطق، فالدولة وبسبب الفساد المتفشي في جميع مؤسساتها، وعدم تقديرها للضغوطات التي يتعرض لها الطالب أو الخريج، وعدم احترامها لما يملكه من تخطيط لمستقبله، فانها تحول لبنان الى مقبرة جماعية لأي طموح، وتدفع الطلاب للتخلي عن انتمائهم وولائهم للوطن والهجرة بلا عودة.
فيديوهات قد تعجبك:
-
بالفيديو: يعقوبيان تطرح إسم إمرأة لرئاسة الحكومة… البلد واقع بمصيبة
-
بالفيديو: حادث مرعب
-
بالفيديو والصور: تظاهرة شعبية تجوب شوارع طرابلس
-
بالفيديو: ديما صادق غاضبة: هذا تحريض رسمي على القتل
-
بالفيديو: سيدة تتعرض للسرقة أمام احد الأفران
لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.
لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.
مواضيع ذات صلة:
-
طرابلس: خيمة ″فش خلقك″ في ساحة الثورة.. للمعالجة النفسية!… عزام ريفي
-
منشد الثورة إبراهيم الأحمد: أغنية ″إعطوني فرصة″ تحاكي الواقع.. وجديدي ″إنفختونا بالاصلاح″… عزام ريفي
-
لوين رايحين… وهل من أفق لهذه الثورة؟… عزام ريفي