طرابلس: خيمة ″فش خلقك″ في ساحة الثورة.. للمعالجة النفسية!... عزام ريفي

كثيرة هي الأزمات التي ترخي بثقلها على كاهل اللبنانيين في ظل هذه الأيام والظروف العصيبة التي يمر فيها البلد، والأخطر من ذلك أنها تترك فيهم آثاراً وجروحا عميقة، قد لا يقوى الزمن على محوها، وتؤدي بالتالي الى عواقب وخيمة، أبرزها ظاهرة الإنتحار التي إجتاحت المواطنين في الساعات الماضية والمرشحة الى الازدياد.

قد ينظر البعض الى عبارات مثل: ″نفسيتي تعبانة.. حاسس حالي مكتئب.. زعلان كتير.. ضجرت من هالدني.. مش نافع لشي.. ايمتى الدني لح تضحكلي..″ على أنها كلمات سخيفة، ولا معنى لها، ولا تدل سوى على ضعف شخصية من يرددها، في حين يعتبر البعض الآخر أن ترداد هذه العبارات تدل على مشاكل نفسية أو هي بمثابة إنذار لما هو أسوأ، في حين ينسى كثيرون أو يتناسون أن الصحة النفسية والصحة الجسدية هما وجهان لعملة واحدة.

تشير تقارير صدرت في 10 تشرين الأول من العام الجاري الى أن كل 40 ثانية، ثمّة شخص بين 15 و29 عاماً، في مكان ما من العالم يتخذ القرار المأساوي بإنهاء حياته، أي أن 800 ألف شخص يضعون حدّا لحياتهم كل عام، وذلك بسبب ما يعانوه من إضطرابات نفسية.

ولهذه الأسباب ثمة خيمة، من بين خيم كثيرة تزنر ساحة عبدالحميد كرامي (النور) نشأت من رحم ثورة 17 تشرين الأول، وتحمل اسم ″فش خلقك″، يشرف عليها أخصائيون، وخبراء في علم النفس، وذلك في مباردة فردية انسانية منهم، حيث يقومون بالإستماع لأي شخص موجوع، أو يعاني من مشاكل نفسية، أو أزمات حياتية، هذا بالإضافة الى العمل الذي يقومون به لجهة اعادة ثقة هؤلاء بأنفسهم من خلال تدريبات وآليات معينة تساهم في تبديل نظرتهم المأساوية والسوداوية تجاه الحياة.

خيمة ″فش خلقك″ هي مقصد لكل شخص لم يجد أحدا يستمع إليه، ولم يجد من يفهمه أو يقدر ما يمر فيه من معاناة، ويسعى القيمون عليها الى مساعدة كل شخص فقد الإيمان بنفسه، حيث أشار كثيرون ممن قصدوا الخيمة، أن حياتهم وصحتهم النفسية قد تحسنت بشكل ملحوظ بعد خروجهم منها، كما شددوا على أنها المكان الأول والوحيد الذي يفكرون في قصده كلما أحسوا بضيق في نفوسهم.