لم تنفع حتى الان كل التحذيرات التي تطلق محليا ودوليا بشأن الوضع الاقتصادي، ولجهة أن لبنان لم يعد يمتلك ترف الوقت بعدما اصبح في قلب الانهيار، وبدأ ذلك يظهر بوضوح من حيث غلاء أسعار السلع الغذائية وغيرها من المواد الاستهلاكية التي شهدت ارتفاعا يفوق 30% وهي مستمرة في الارتفاع، حيث ينام المواطن على سعر ويصحو على آخر.
بات مؤكدا أن العلة كلها اليوم تعود الى شح الدولار في الاسواق اللبنانية والى تقلب سعر الصرف في السوق السوداء، ما ادى الى ارتباك لدى الكثير من اصحاب السلع الضرورية لحياة اللبنانيين مثل المحروقات التي تفجرت أزمتها في اليومين الماضيين جراء الاضراب، وازمة المعدات الطبية، الى ازمة المزارعين الذين يرفعون الصوت لعدم قدرتهم على تأمين البذار للزراعة، وصولا الى ازمة الخبز الذي يشهد جدالا ونقاشا واسعين حول رفع سعره.
واللافت أن كل هذه الامور تجري في ظل غياب تام لمراقبي وزارة الاقتصاد المسؤولة بشكل اساسي عن تفلت هذه الاسعار التي يجب ان تعمل على لجمها وملاحقة من يتلاعب بلقمة عيش الناس.
بات معلوما أن الأزمات المتلاحقة التي يشهدها لبنان بما فيها أزمة الدولار، أدت الى إرتفاع كبير في معدلات الفقر التي بلغت 50 % مترافقة مع انخفاض القدرة الشرائية للمواطن العادي، وذلك بسبب اغلاق الكثير من المؤسسات وصرف عمالها او قيام قسم منها بإعطاء موظفيها نصف راتب، ما يؤشر الى كوراث اجتماعية بدأت تظهر الى العلن من انتحار ناجي الفليطي بسبب الديون المتراكمة عليه وعدم قدرته على اعطاء ابنته الف ليرة، الى تهديد محمد نجم من صيدا وخالد الديك وفاطمة من طرابلس وغيرهم باحراق انفسهم نظرا لاوضاعهم المعيشية الصعبة.
هذا الواقع الاقتصادي الصعب والذي يشتد خناقه على رقاب العباد، يترافق مع تفلت أمني غير مسبوق حيث لا يكاد يمر يوم من دون تسجيل عشرات السرقات وربما المئات من محلات ومنازل وحتى عمليات النشل على الطرقات وصولا الى الخطف حيث سجلت عملية خطف مواطن من البقاع الغربي على طريق كامد اللوز – البيرة بهدف طلب فدية مالية.
كل ذلك يدفع الى التساؤل: على من تقع مسؤولية هذه الاحداث التي تتفاقم يوما بعد يوم؟، هل على السلطة السياسية التي تتأخر في الاصلاحات وفي تشكيل الحكومة وتغيب عن تحمل مسؤولياتها؟، ام على المواطن الذي نزل الى الانتفاضة في 17 تشرين الأول احتجاجا على هذه الاوضاع الاقتصادية التي تراكمت حتى إنفجرت؟، ام ان هناك جهات خارجية تريد اخضاع لبنان؟.
في كل الأحوال فإن ما يحصل يبقى مسؤولية السلطة الحاكمة التي ما تزال تعيش في كوكب بعيد جدا عن تطلعات وحراك وطموحات ومطالب اللبنانيين!.
فيديوهات قد تعجبك:
-
بالفيديو: الجراح اللبناني محمد بيضون يمكّن مشلولاً من المشي
-
بالفيديو: الكشف عن شبهات تحيط بهبة اوروبية لانشاء معمل فرز نفايات في طرابلس
-
بالفيديو: إشكال بين شبان وعدد من النازحين السوريين
-
بالفيديو: روبي تشعل المسرح برقصة في ختام القاهرة السينمائي
-
بالفيديو: أطفال مرضى السرطان ″عندي أمل إشفى″ مع ناصيف زيتون
لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.
لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.
مواضيع ذات صلة:
-
إذلال اللبنانيين يُترجم في محطات المحروقات!… أحمد الحسن
-
ما هي ″حكومة التكنوقراط″ وكيف يمكن أن تحكم في لبنان؟… أحمد الحسن
-
عصابات خطف الاطفال في الشمال.. حقيقة أم شائعات؟.. أحمد الحسن