ماذا فعل الأقوياء في طوائفهم لشعبهم؟... حسناء سعادة

″شكرا للاقوياء في طوائفهم، فقد افقرونا الى حد بتنا نتمنى لو هاجرنا منذ سنوات، الى حد بتنا نستغني فيه عن كل شيء حتى الضروريات ونكتفي بالقليل القليل من الاساسيات لسد رمق العيش″..

هذا الكلام قاله لي رجل في العقد السادس من العمر التقيته في التاكسي الذي اقلني الى طرابلس، وهو مثله مثلي اوقف سيارته ليتنقل بالسرفيس بسبب اقفال المحطات لعدم توفر البنزين خلال اليومين السابقين.

الرجل يدعى حليم لديه ثلاثة اولاد في المدارس الرسمية بعد ان عمد الى تأسيسهم في مدارس الراهبات المجانية حسبما اخبرني قصته، شارحا انه يعمل في مؤسسة في بيروت بينما زوجته تعمل في مستشفى وانه كان حتى الامس القريب مكتفيا ويمد رجليه على وسع بساطه مدخرا نحو عشرة الاف دولار في احد المصارف ليومه الاسود الذي حل فجأة ومن دون سابق انذار الا انه لم يتمكن من سحب امواله المودعة، لافتا الى ان المستشفى خفضت راتب زوجته نحو ثلاثين في المئة وان المؤسسة حيث يعمل قد لا تتمكن من الصمود حتى السنة الجديدة.

يقول حليم اننا اليوم في حكم الاقوياء في طوائفهم فرئيس الجمهورية الأقوى في طائفته وكذلك رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة الا اننا لم نر من هذه القوة الا التراجع الاقتصادي والاجتماعي واحوالنا من سيء الى أسوأ، فلا الرئيس عون تمكن من احداث التغيير والاصلاح ولا الرئيس بري ومجلس النواب باكمله وضعوا قوانين تشريعية تخفف نسبة الفساد وتحمي المواطن ولا الرئيس الحريري وحكوماته انقذت البلد من ازماته فعلى من هذه القوة وماذا تفيدنا؟.

يقول حليم انه على مشارف تقاعده فيما اولاده خلال سنوات قليلة سيكونون على ابواب جامعات وهو من دون اي ضمانة تقيه عوز الايام، مؤكدا انه اذا بقيت الاحوال على ما هي عليه فان تعويض نهاية خدمته لن يكفيه لاكثر من ستة اشهر.

قصة حليم تتكرر في اكثر من منطقة وبيت وهناك عائلات لا تملك ثمن ربطة خبز وتشتري حاجياتها بالدين حتى يفرجها الله لاسيما تلك التي يعمل اربابها كل يوم بيومه على ما تؤكد احدى المسؤولات في جمعية انسانية، مشيرة الى ان اوضاع الناس تتدهور بسرعة وهناك ″حالات بتبكي وبتقهر″، معتبرة انه اذا استمر الوضع على ما هو عليه فان الفقراء سيزدادون فقراً وقهراً وربما قد نصل ساعتها الى ما لا يحمد عقباه.