أكد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي أن العهد القوي هو أضعف عهد في تاريخ الجمهورية اللبنانية، كونه يحتمي بالسلاح غير الشرعي، لافتا الى أن عنوان هذا العهد هو (ف.ف) ما يعني “الفشل والفساد”، خصوصا أن في بدايته تشكلت حكومة بشعار إستعادة الثقة فأطاحت بما تبقى من ثقة من نفوس اللبنانيين، ومن ثم حكومة الى العمل التي لم تعمل إلا لصالح جيوب الفاسدين، مشيرا الى أن أكثر وزارة ساهمت بتراكم الدين العام هي وزارة الطاقة التي تسلمها جبران باسيل وأزلامه لمدة 9 سنوات، وقبل ذلك كانت مع فريق 8 آذار.
كلام ريفي جاء خلال لقاء عقده مع كوادر ومسؤولي مكتبه في طرابلس، حيث أكد أن ما تفرزه الثورة أو الانتفاضة يكبر القلب، حيث نجد مواطنين لبنانيين ترفعوا عن الطائفية والمذهبية والانتماءات السياسية، ونزلوا الى الشارع تحت شعارات وطنية تغييرية، وهذا الجيل أثبت وعيا كافيا، ما يجعلنا مستعدين للخروج من الساحة السياسية وتسليم هذا الجيل قيادة السفينة وضميرنا مرتاح، مشيدا بآداء قيادة الجيش اللبناني التي تتعاطى مع هذا الحراك بكل حكمة وصولا الى حمايته، محذرا من المحاولات المكشوفة لاستهداف الجيش من خلال هذه الثورة.
ورأى ريفي أن حزب الله يسعى بكل ما يملك من أجل إجهاض هذه الثورة، من خلال قراره المركزي بارسال أنصاره أو عدد من المندسين لتشويه صورة الثورة والمشاركين فيها، لكنه يواجه الفشل، بفعل قدرة المواطنين على المواجهة السلمية التي تجسدت في أكثر من مكان، لا سيما التظاهرة النسائية التي خرجت في الشياح وعين الرمانة وكانت رائعة جدا وقامت بالرد على سلوكيات حزب الله الذي أرسل مندسين أيضا لتشويه صورة الثورة في طرابلس والامعان في شيطنة المدينة، مؤكدا أن الاتهامات التي توجه له بدعم الثورة هي باطلة، لافتا الى أنه لو كان الأمر كذلك لكنا فاخرنا خصوصا مع هؤلاء الشباب الذين يتمتعون بكل هذا الالتزام الوطني، مشيرا الى أن كل مطالب الثورة كان نادى بها منذ سنوات، فضلا عن رفضه المطلق لانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية، ووقوفه ضد التسوية الرئاسية التي أوصلتنا الى ما نحن فيه.
وقال ريفي: إن من إيجابيات الثورة هو إظهار صورة طرابلس الحقيقية، كعروس للثورة، في حين بذلنا جهدا كبيرا في السنوات الماضية لتظهير هذه الصورة من خلال إنارة شجرة الميلاد ورعاية الأنشطة التي تحتضن اللبنانيين في طرابلس.
ورأى ريفي أن حزب الله كان يعد مشروعا في بداية الحراك الشعبي للانقلاب على الحكومة وتشكيل حكومة على قياسه تقوم بتغيير قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان، لكن الثورة سرعان ما أكلته وإنقلب السحر على الساحر، ومن هنا شاهدنا كيف أن باسيل إستقوى وهدد بقلب الطاولة، وهو حظه في رئاسة الجمهورية مثل حظ إبليس في الجنة، بعد كل ما تعرض له، حيث تلقى ضربات موجعة في كل من قبرشمون وطرابلس وعكار والبقاع الغربي وبعلبك.
وتوقع ريفي أن يتأخر تشكيل الحكومة وأن تطول فترة تصريف الأعمال، وذلك الى أن يقتنع حزب الله في تلبية مطالب الثورة، مشددا على ضرورة الاتيان بحكومة مستقلين وخبراء غير مستلزمين عند التيار الوطني الحر أو عند دويلة حزب الله، لأننا نحتاج الى حكومة مختلفة، ومجلس نيابي جديد ومختلف، ورئيس جديد للجمهورية يحاكي تطلعات وطموحات اللبنانيين، لافتا الى أن الثورة التي إنطلقت ستحاسب بشدة، ولن يستطيع باسيل مجددا أن يأخذ الأموال من بعض الأشخاص لتعيينهم وزراء ومن ثم إجبارهم على توقيع إستقالات، وهذا على العموم أساء الى باسيل ووزرائه تياره والعهد معهم، مشددا على ضرورة المحاسبة وفق آليات محددة، وعلى أن يقدم كل المسؤولين في الدولة تصريحات عن ثرواتهم وأملاكهم مذكرا بأنه الموظف الوحيد في الدولة اللبنانية الذي قدم تصريحا عندما دخل الى المسؤولية، ثم قدم تصريحا مماثلا عند خروجه، وكذلك فعل عندما تسلم وزارة العدل.
وختم ريفي مؤكدا أن دور إيران إنتهى في المنطقة، وبالتالي يجب أن يتحرر العراق من الهيمنة الايرانية وأن يصار الى تعزيز موقع الشيعة العرب في وجه الفارسية، فضلا عن تعزيز الشيعية اللبنانية التي إنتفضت على واقعها وعلى أحزابها من خلال الثورة.