بعد 29 يوما على انطلاق التظاهرات في لبنان، يتفاعل الجدل بين النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي بشأن قطع الطرق، بين مؤيد ومعارض، وبعد عودة قطع الطرق بوتيرة تصاعدية عقب كلمة رئيس الجمهورية أول من أمس، التزم الشمال بالقطع التام وشلت الحركة بشكل كامل بين محافظتي عكار وطرابلس فتم قطعها على أتوستراد المحمرة ـ المنية ـ البداوي ـ طرابلس.
وفي وقت أصدرت فيه مجموعة الحراك في ساحتي العبدة وحلبا بيانات تؤكد قطع الطرق العامة مع الابقاء على الطرق الفرعية سالكة، وتسهيل مرور سيارات الصليب الأحمر والدفاع المدني وآليات الجيش، الا أنه بدا لافتا القطع التام لطريق عام المحمرة ـ طرابلس بالسواتر الترابية حتى أمام سيارات الصليب الأحمر، ما أثر سلبا على المواطنين من المرضى الذين يقصدون إما طرابلس أو بيروت لتلقي العلاج، فضلا عن إعاقة مرور عناصر الجيش اللبناني والقوى الأمنية من أبناء عكار الذين يلتحقون بخدمتهم.
وأثار مشهد تجاوز إمرأة مسنة للحاجز الترابي على أتوستراد المحمرة ـ طرابلس للوصول الى سيارة الصليب الأحمر أمام أعين المتظاهرين إستياء عارما في مشهد خلا من الحد الأدنى للانسانية، فضلا عن إمرأة تحمل كيس المصل لطفلتها التي تسير بجانبها لتعبرا الطريق معا!!
كل ذلك، يؤدي الى طرح سلسلة تساؤلات، حول الغاية من قطع الطرق في عكار؟ وقطع الطرق على من؟ على الفقراء من أبناء المحافظة التي تسجل أعلى معدلات للفقر والبطالة؟ على المسنين والمرضى العاجزين عن تلقي الطبابة في أفضل الأحوال فكيف الحال في ظل الأزمة الراهنة؟ وهل الإصلاح يكون بقطع وتعطيل مصالح الناس؟
يؤكد عدد من المواطنين أن ″الثورة هي ثورة ضد الجوع والوجع والفقر والبطالة، وليست ضد الناس لي بتعيش كل يوم بيومها، في ناس بحاجة للمستشفى وللدواء، في ناس عاجزة عن تحمل المزيد من الضغط في الشارع لأنها تعمل كل يوم بيومه، ويشدد هؤلاء على أن موظفي القطاع الخاص لم يتقاضوا راتبهم لغاية اليوم بسبب إنقطاعهم عن العمل، فكيف سنؤمن احتياجاتنا؟ من أين لنا تأمين القوت اليومي ودفع إيجار المنزل، كيف لنا أن نعيش؟.
من جهته يرى الناشط إبراهيم وهبي أن “قطع الطرق حقا مكفولا، لا سيما في ظل المماطلة في تلبية المطالب بتشكيل حكومة، مؤكدا أن إغلاق الطرقات كان أول أداة سلمية تم استخدامها ضد السلطة الفاسدة، وحققت الكثير من الإنجازات أهمها استقالة الحكومة، الآن، وكحراك عمدنا الى تطوير التحركات لأشكال ثانية، منها الذهاب والاعتصام أمام المؤسسات العامة والشركات الخاصة″، مشددا على ″أننا لسنا مع قطع الطرق أمام المرضى وهذا الأمر مرفوض وما شاهدناه على أتوستراد المحمرة مرفوض كليا″.
من جهته يؤكد الناشط غيث حمود ″أن قطع طريق عام حلبا هدفه إيصال الصوت والضغط على السلطة للاسراع بتشكيل حكومة تلبي تطلعات الناس وتشريع قانون انتخابات خارج القيد الطائفي، واستعادة الأموال المنهوبة وغيرها من القوانين التي تضمن حياة لائقة”، لافتا الى “أن الطريق مفتوحة طوال الوقت أمام المرضى وسيارات الاسعاف وآليات الجيش اللبناني″.
وبعد انتشار الفيديو على مواقع التواصل أصدر شباب المحمرة بيانا تم فيه نفي منع سيارة اسعاف من العبور، مؤكدين أن الشبان أقدموا على فتح الطريق ولكن سائق الاسعاف هو من امتنع عن التقدم أكثر بسبب عطل في ″الدبرياج″.