لا يختلف اثنان على أن جزءً كبيرا من الثائرين خرجوا الى الشوارع وما زالوا، بعد ان ضاقوا ذرعا بممارسة السلطة السياسية وكفروا بدولة يعشعش فيها الفساد وتنخر السرقات ما تبقى من هيكلها المتداعي منذ عقود.
كما لا يختلف اثنان ان من يبيتون لياليهم في الشوارع ويمضون معظم اوقاتهم في ساحات الاعتصام هم من الغيورين على البلد والخائفين على مستقبلهم في دولة ما تزال تكابر على الاعتراف بحقوقهم ويرفض من يسيطر على مصدر القرار فيها التنازل عما يعتبره حق مقدس بعد ان اعطى لنفسه وكالة في اغتصاب المناصب والتحكم بها وفق اهوائه وخدمة لمصالحه الشخصية والحزبية والطائفية.
كثيرون هم من آمنوا بهذه الثورة وشعاراتها وعملوا على دعمها معنويا وبما تيسر من امكانات، وهم يؤكدون يوما بعد يوم انهم ماضون في خيارهم حتى النهاية، لكن صدق نوايا هؤلاء معطوف عليها قلة خبرتهم جعلهم عرضة للاستغلال من سلطة لها اذرع سياسية وامنية واهداف مغايرة كليا لما ينادون به.
من الطبيعي ان لا تقوى مجموعات شبابية من شرائح مختلفة وقسم منها من الطبقة المثقفة على مكر من هم في السلطة الذين لهم اجندات خاصة ربما لا تنسجم مع تطلعاتهم، او ربما تكون معاكسة لاهدافهم، على غرار ما حصل في بداية الحراك الذي شاركت فيه احزاب وقوى سياسية، لكنها سرعان ما غادرت الساحات بمجرد استقالة الحكومة.
من البديهي ان لا تتفوق خبرة هؤلاء على بعض الاجهزة التي باتت شريكا مضاربا للمعتصمين، وتتحكم ببعض تفاصيل التحركات الميدانية ان كان في ساحات الاعتصام او على الطرقات تحت ستار حماية المحتجين، خصوصا في الايام الاخيرة حيث تشهد هذه الطرقات اعمال قطع كان لها اثرها السلبي ماديا على الكثير من المؤسسات ومعنويا على “الثورة” بحد ذاتها بعد ان طال ضررها الداعمين لهذا الحراك الشعبي والذين وصل الامر ببعضهم الى “الكفر” بهذه الثورة.
حسابات كثيرة تفرض نفسها على “الثائرين” منها تلك التي تسعى لاستغلالها من اجل تحقيق مكاسب سياسية او ممن يسعى الى تحسين شروط التفاوض من خلالها، وبينهما طامحين للوصل الى السلطة ولو كان ذلك على حساب تعب وآمال البسطاء المندفعين الى الساحات، والذين قد يجدون انفسهم امام أسوأ سيناريو يحضر وهو خلط الاوراق في الشارع والذهاب به الى صدامات واراقة دماء تمهيدا لاعلان حالة الطوارىء ووصولا ربما الى حكومة من نوع آخر..
فيديو:
-
بالفيديو: رسالة من الشعب العراقي إلى باسيل
-
بالفيديو: ″عونية سابقة″ تروي: أشعر بالخجل اليوم.. والرئيس أب للعونيين فقط
-
بالفيديو: إذا إنت مع الثورة طرطق عالطناجر
-
بالفيديو: تضارب بين سيّدات على خلفية منعهن من المرور
لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.
لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.
مواضيع ذات صلة:
-
مسيرة بعبدا تحيي شعلة الثورة في لبنان… عمر ابراهيم
-
طرابلس: هكذا تم التصدي لمحاولات حرف وجهة ساحة الثورة… عمر ابراهيم
-
طرابلس: ساحة الثورة بحماية الجيش… عمر ابراهيم