لم يسبق لمدينة في لبنان أو في أي مكان في العالم، أطلق الجيش النار على أهلها وأصاب عددا منهم، ثم بادلته بالتحية وحملت عسكرييه على الأكتاف، لكن البداوي فعلتها يوم أمس، حيث عضّت على جرحها وتحملت آلامها وقامت بحماية الثورة من عكار الى الجنوب باستيعابها غضبة الجيش اللبناني الذي أراد فتح الطريق المقطوعة بأجساد المواطنين الذين رفضوا الامتثال لطلبه، فحصلت مواجهة أطلق خلالها بعض العسكريين النار على المعتصمين ما أدى الى جرح أربعة منهم نقلوا الى المستشفيات للمعالجة وحالاتهم مستقرة (بحسب رئيس البلدية حسن غمراوي).
تدخلت العناية الإلهية فأنقذت البداوي من حمام دم، وحمت طرابلس وكل لبنان من تداعيات خطيرة، وأثبت أبناء البداوي وعائلاتها ووجهاؤها أنهم على قدر كبير من المسؤولية الوطنية، ومن الوعي الذي حافظوا من خلاله على سلمية الثورة وإستمرارها، كما أحبطوا بحكمتهم مخططات السلطة وتياراتها السياسية الهادفة الى ضرب الشعب اللبناني من معارضة وموالاة ببعضه البعض، والى زج الجيش اللبناني في مواجهة مع أهله وناسه، وذلك لاخماد غضب الثورة وضمان إستمرار تربعها على الكراسي التي بدأت تهتز من تحتها منذ 11 يوما على وقع حراك اللبنانيين.
لا شك في أن الجيش سارع الى معالجة الخطأ الفردي الذي حصل من بعض العسكريين باطلاق النار باتجاه المعتصمين، من خلال السعي الى تهدئة الأجواء وإستيعاب فورة أبناء البداوي وغضبهم على سقوط جرحى في صفوفهم، خصوصا أن الجيش كان ولا يزال وسيبقى صمام أمان هذه الثورة وحامي المواطنين المحتجين والمحافظ على أمن الشوارع والساحات من أي إختراق أو إعتداء، أو أي مخطط يرمي الى تقويض هذه الثورة وإنهائها.
اللافت أن السلطة الحاكمة وبعد 11 يوما من التحركات المستمرة على مدار الساعات، وتخلي اللبنانيين عنها، وخروجهم من أحزابهم وتياراتهم وطائفيتهم ومذاهبهم وإجتماعهم تحت لواء العلم اللبناني، ما تزال ترفض أن تسمع الى أصواتهم المطالبة بالحق والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، والداعية الى إسقاط النظام ورحيل الحكومة لانقاذ البلد من هذه السلطة الفاسدة التي لم تتوان عن ممارسة كل أنواع الذل والقهر بحق شعبها، وهي ما تزال تسعى الى إخماد هذه الثورة بشتى الطرق من الفتنة الى المكائد والتهديد بالشوارع المقابلة، متناسية أن المحتجين قبل أن يستوطنوا الساحات كسروا حواجز الخوف، وأكدوا أن عقارب الساعة لن تعود الى الوراء.
بعد البروفة الفاشلة للسلطة في البداوي، إشتد عود الثورة وباتت أكثر قوة ومنعة خصوصا بعدما تأكد للجميع أن منطق القوة سيضاعف من الغضب الشعبي وأن الجيش مهمته حماية المتظاهرين، وهذا ما أكده قائد الجيش العماد جوزيف عون للرئيس نجيب ميقاتي الذي سارع الى الاتصال به متمنيا عليه “حماية التحركات الشعبية السلمية”، وإتفق معه على إجراء تحقيق شفاف في الاسباب التي ادت الى اطلاق النار ومحاسبة الفاعلين، مشددا على “عدم زج الجيش في مواجهة مع الأهالي”.
أما البداوي فغدت عنوانا للشرف والتضحية والوفاء الذي إستمدته من الجيش حيث رفعت ضباطه وعناصره على الأكتاف برغم الجراح، تأكيدا على أن المؤسسة العسكرية تبقى المرجع الصالح والضامن لأمن كل اللبنانيين.
فيديو:
-
بالفيديو: عنصر بالجيش يعتدي على امرأة
-
بالفيديو: شابة تبكي مارسيل غانم واللبنانيين
-
بالفيديو: إشكال بين بيار رفول ومتظاهرين.. والشرطة الاسترالية تتدخل
-
بالفيديو والصور: الأمطار تنعش الثوار في طرابلس
لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.
لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.
مواضيع ذات صلة:
-
الثورة تتمدد.. والسلطة تعيش حالة إنكار… غسان ريفي
-
ميقاتي يُلاقي ثورة اللبنانيين ويهاجم العهد.. إرفعوا أيديكم عن القضاء والجيش.. غسان ريفي
-
لبنان الى الساحات اليوم.. في مشهد وطني قد يدخل التاريخ… غسان ريفي