من هم حراس المدينة؟.. سوْال فرض نفسه بقوة في الآونة الاخيرة في ظل الانتفاضة الشعبية التي تشهدها طرابلس، لا سيما في ساحة عبد الحميد كرامي حيث برز دور هذه المجموعة جليا على الارض تنظيما وانضباطا .
حراس المدينة الذين لفتوا أنظار الجميع في ستراتهم الصفراء، هم مجموعة متطوعين من شباب وفتيات من مختلف مناطق الشمال، كانوا بدأوا عملهم الميداني قبل نحو أربع سنوات مع تفاقم أزمة النفايات في بيروت وبدء تجار النفايات بنقلها الى مناطق في طرابلس والشمال.
في تلك الفترة تداعت مجموعة من الشبان وانتظموا على شكل مجموعات صغيرة انتشرت على الطرقات لملاحقة شاحنات النفايات في طريقها الى طرابلس ونجحوا في توقيف العديد منها وتسليم سائقيها الى القوى الامنية.
نشاط حراس المدينة تواصل مع انتهاء الازمة واخذ أشكالا اخرى تمثلت بمشاركتهم في العديد من التحركات المطلبية، ما ساهم في تسليط الضوء عليهم وعلى دورهم في الدفاع عن طرابلس على وجه الخصوص من دون ان يكون لهم اي دور سياسي خارج إطار التحركات المطليية والانمائية والبيئية.
مع بدء التحركات في طرابلس ظهر حراس المدينة بقيادة أبو محمود شوك، بشكل مختلف بعدما فرضوا أنفسهم على الارض كإطار تنظيمي مهمته حماية المعتصمين وإدارة شؤون الساحة لوجستيا من خلال الانتشار في محيطها وقطع الطرقات المؤدية اليها لمنع دخول الدراجات النارية او حصول أية اعمال شغب او مضايقات للعائلات المشاركة.
بسرعة فائقة تضاعف عدد المتطوعين من عشرات المنتسبين الى مئات يتحركون بشكل منظم ومنضبط ويساهمون بتقديم المساعدات التي تصل اليهم من متبرعين من المدينة وخارجها وغالبيتها عينية.
يؤكد المسؤولين في حراس المدينة ان كل المنتسبين هم من المتطوعين ولا يتقاضون أجورا مالية، وان دعمهم هو من التبرعات ومن اشتراكات المنتسبين.
ويقول الدكتور جمال بدوي (أحد مؤسسي حراس المدينة): الدور الذي يقوم به حراس المدينة هو دور طبيعي في حماية طرابلس ومصالحها، ونحن إنتدبنا أنفسنا من أجل حماية حراك طرابلس الشعبي وتشكيل شبكة أمان لكل المشاركين ومنع أي كان من مصادرة رأي أحد أو فرض نفسه على أحد، أو الاخلال بأمن الحراك، والحمدلله الناس تتفاعل إيجابا مع حراس المدينة، وهناك قبول كبير لدورهم على الأرض، خصوصا أنهم لا يستطيعون القيام بأي دور لولا إحتضان الناس ودعم وجودهم، لتكون ساحة الاعتصام بأبهى صورة كما نقلت وسائل الاعلام التي إعتبرت أن حراك طرابلس الشعبي هو الأرقى على صعيد الجمهورية اللبنانية.