فقر وتعتير، فساد في كل مكان، غلاء معيشة، كهرباء مقطوعة، نسب بطالة خيالية، أمراض متفشية، نفايات منتشرة، هواء وبحر ملوثان، طرقات تفتقر لأدنى شروط السلامة، وعود كاذبة، سوء تخطيط وتنظيم على الصعد كافة، ضرائب ورسوم، ودين عام بـ 100 مليار دولار أو أكثر. كل هذه الأزمات تحملها الشعب اللبناني لسنوات عدة من دون أن يحرك ساكناً، مانحا أصحاب السلطة فرصة تلو الأخرى، حتى طفح الكيل، واشتعل فتيل القنبلة التي انفجرت في الشوارع والساحات تحت عنوان: ″لبنان ينتفض″ عن طريق أول ثورة حقيقية في تاريخ البلد، بطلها الشعب اللبناني.
لا يمكن انكار، أن الشعب اللبناني بعد تاريخ 17 تشرين الثاني 2019 لم يعد يشبه بأي شكل من الأشكال الشعب اللبناني الذي كان قبل هذا التاريخ، فقد تحول بين ليلة وضحاها من شعب شبه عابد لزعمائه، نائم، مخدر، لا يمكن لأي حدث أو أزمة أن يؤثر عليه، الى شعب صاحب قضية، واع، ثائر، ملأ الشوارع والساحات، بأعداد هائلة من الناس من كل الأعمار والطوائف والمناطق، رافضاً الخضوع لأي مسؤول، مستنكراً الأوضاع التي وصل اليها، مطالباً بحقوقه، وباسقاط كل من في السلطة.
يمكن القول إن الشعب اللبناني خالف كل التوقعات، وبرهن أنه شعب يستطيع التحكم بمصيره، ويستطيع أن يثور في وجه الدولة، ولكن يبقى السؤال الأهم ما مصير هذه التظاهرات؟ وهل فعلاً ستتحقق مطالب الشعب اللبناني؟ وهل ستستمر في كل أرجاء لبنان بنفس الوتيرة خلال الـ72 ساعة التي أعلن عنها رئيس الحكومة؟ أم انها خطوة ذكية منه لكي يمتص من خلالها غضب الشعب، باعطائه مدة طويلة نسبيا، يراهن بواسطتها على قدرته على البقاء في الشارع؟.
الواضح حتى الآن أن الشعب اللبناني أثبت ثقل حجمه على الأرض، وبرهن أنه شعب لا يستهان بعقله وبقدراته، ويأبى المساس بكرامته رغم تأخر صحوته، ولكن هل يكمل الشعب اللبناني ما بدأه حتى النهاية، حتى لا تضيع ثورته هباءً وتصبح رمادا تحت أقدام أصحاب السلطة؟..
فيديو:
-
بالفيديو: حطموا سيارته أمام أعينه.. والسبب خلاف عائلي
-
بالفيديو: مشهد مخيف برسم المعنيين
-
بالفيديو: لحظة اقتحام مكتب قناة ″العربية″ والاعتداء على الموظفين
-
بالفيديو: في لبنان.. طفل يسقط من شرفة منزل ذوية
لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.
مواضيع ذات صلة:
-
حتى لا تموت إنسانية اللبنانيين.. يجب الكشف عن حقيقة مرض محمد ريما… عزام ريفي
-
متى سينتفض الشعب اللبناني؟… عزام ريفي
-
جنون الألوان يجتاح طرابلس.. ماذا حصل في معرض رشيد كرامي الدولي؟.. عزام ريفي