مشهدان عاشتهما بعض بلدات الضنية في الساعات الـ48 الماضية عكسا عمق أزمة النفايات التي تعانيها المنطقة، تمثلا في قيام مواطنين برمي أكوام نفايات عشوائية وسط الطرقات في بلدات بخعون وسير وبقرصونا، بعدما تحوّلت جوانب هذه الطرقات إلى مكبات نفايات لا تجد من يرفعها من مكانها.
ففي بلدة بخعون، أقدم أحد المواطنين يوم الثلاثاء الماضي على قطع طريق فرعي تربط بين محلتي الشرفة وحقليت، من خلال رمي حاوية النفايات وسطها، إحتجاجاً على عدم رفعها. وقد قامت ورشة البلدية لاحقاً برفع النفايات من وسط الطريق وإعادة فتحها أمام السيارات والمارة، في حين حضر إلى المكان عناصر القوى الأمنية للتحقيق في الأمر.
ويوم أمس، أقدم عدد من المواطنين على قطع طريق السقي التي تربط بين بلدتي سير وبقرصونا، وحيث تتداخل منازل البلدتين، برمي النفايات في وسطها، بعدما تحول جانب هذه الطريق في الآونة الأخيرة إلى مكب عشوائي كبير للنفايات، حيث ارتفعت شكاوى من يقيمون بقربه من الروائح الكريهة التي تنبعث منه، ومن انتشار القوارض والحشرات فيه على نحو بدأ يبعث على القلق خوفاً من إنتشار الأمراض.
وتزايد قلق الأهالي أكثر خوفاً من أن تبقى مشكلة النفايات في الضنية بلا حلّ في المدى المنظور، خصوصاً مع اقتراب موسم الأمطار، خشية أن تؤدي غزارة الأمطار والسيول التي ستتشكل بسببها في جرف أكوام النفايات من مكانها باتجاه الأنهر والينابيع والأودية والأراضي الزراعية، ما سيجعل مستحيلاً رفعها بعد ذلك، وسيؤدي ذلك إلى تلوث بيئي خطير ستكون له مضاعفات صحية خلال السنوات المقبلة، بينما ما يزال متاحاً رفع النفايات من أماكنها خلال الأيام القليلة المقبلة.
فمنذ إقفال مكب النفايات في بلدة عدوة مطلع شهر نيسان الماضي، بدأت بلدات الضنية تشهد تراكماً عشوائياً للنفايات، من غير التمكن من إيجاد مكب نفايات بديل، في وقت فشلت فيه كل المحاولات لإيجاد مكب آخر بسبب إعتراضات شعبية.
في غضون ذلك، إستمرت اللقاءات الرسمية في الإنعقاد من أجل إيجاد حلّ لمشكلة النفايات التي أرّقت أربعة أقضية شمالية كان مكب عدوة الحل الوحيد أمامها، حيث عقد يوم الثلاثاء الماضي إجتماع بمكتب وزير البيئة فادي جريصاتي، شارك فيه محافظ الشمال رمزي نهرا، وقائمقامو أقضية زغرتا وبشري والكورة، ورؤساء إتحادات بلديات هذه الأقضية، ورؤساء بلديات معنية بالأمر، ومستشارون ورؤساء دوائر.
ومع أن المجتمعين أكدوا في بيان مشترك “على توحيد الرؤية مع وزارة البيئة والمحافظ والبلديات لرفعها إلى مجلس الوزراء، وتداولوا في خطوات وزارة البيئة للتخفيف من إنتاج النفايات والفرز من المصدر واستكمال المعامل الجديدة”، لكن الإجتماع الأخير لم يكن أفضل من الإجتماعات السابقة، التي إما خرج المجتمعون منها بوفاض خال، أو أنهم اتخذوا فيها قرارات لم تجد طريقها إلى التنفيذ وبقيت حبراً على ورق.
إزاء كل ذلك بدأت أصوات ترتفع في الضنية، وغيرها، لمعالجة أزمة النفايات قبل استفحالها، وحصول ما لا تحمد عقباه، وما مشهد رمي النفايات وسط طرقات بعض البلدات سوى نموذجاً عن هذه الإعتراضات، وعن ما هو آت من تصعيد شعبي.
فيديو:
-
بالفيديو: الجيش اللبناني يدمر مجموعة إرهابية محصنة
-
بالفيديو: في لبنان مطاردة هوليودية.. شاهدوا ما حصل
-
بالفيديو: اشكال وتدافع بين طلاب ″القوات″ و″حزب الله″ في القديس يوسف
-
بالفيديو: صراخ واشكال على متن طائرة متجهة من بيروت الى انطاليا
لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.
مواضيع ذات صلة:
-
ستّ بلديات في المنية ـ الضنّية تستعد للإنتخابات الفرعية: الإنتماء العائلي أولاً… عبد الكافي الصمد
-
الشّارع ينتفض في وجه السلطة: الآتي أعظم… عبد الكافي الصمد
-
حاكم مصرف لبنان والأزمة المالية والنقدية: ″شاهد ما شفش حاجة″… عبد الكافي الصمد