عصابات خطف الاطفال في الشمال.. حقيقة أم شائعات؟.. أحمد الحسن

تضج مواقع التواصل الاجتماعي منذ حوالي الاسبوع بصور وتسجيلات صوتية تحذر من عصابات مؤلفة من بعض النساء تخطف الاطفال وتتنقل بين المنازل وامام المدارس بهدف الاتجار باعضائهم او طلب فدية من اهاليهم.

ما يحصل انطلق من العاصمة بيروت حيث تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي خبرا عن تعرض عدد من الاطفال الى محاولات خطف من امام مدارسهم، الامر الذي اثار ضجة كبيرة بين الاهل والقوى الامنية التي بدورها نفت في اكثر من بيان ما يتم تداوله واكدت على متابعتها للموضوع.

أما في الشمال فتغزو مواقع التواصل الاجتماعي صورا لاحدى السيدات قيل انها شوهدت في عدد من القرى في عكار وهي تزور المنازل لتباغت الاهالي وتخطف الاطفال وبانتظارها سيارة رباعية الدفع ذات زجاج حاجب للرؤية للهروب بسرعة.

هذه القصة التي انتشرت كالنار في الهشيم اثارت خوفا كبيرا لدى الاهالي، وبدأت تتناقل على كل لسان وتنتشر الروايات حول خطف وتقطيع اطفال وصولا الى ما حصل في بلدة فنيدق حيث اشتبه الاهالي بعدة اشخاص بأنهم ينتمون الى عصابة خطف، فسارعوا الى توقيفهم وتسليمهم الى مخابرات الجيش التي بدورها حققت معهم واطلقت سراحهم بعد ان تبين انهم يعملون مندوبي مبيعات.

هذا الخوف الكبير الذي بدأ يخرج عن السيطرة في عكار والشمال وحديث البعض عن تأمين حماية ذاتية ومراقبة تحركات الغرباء عن المنطقة استنفر الاجهزة الامنية بكل قطعاتها لمواجهة هذه الشائعات التي تهدد الأمن برمته.

في غضون ذلك، يؤكد مصدر امني لـ ″سفير الشمال″ أن السيدة التي تناقلت مواقع التواصل صورتها، تم توقيفها في منطقة بحنين المنية من قبل مخابرات الجيش ويتم التحقيق معها ولم يتبين ارتباطها بأية عصابة خطف، كما أنه لم تسجل اي حادثة خطف حقيقية الى الان، وكل ما في الامر بحسب التحقيقات التي تجري انه شائعات يتم تناقلها وتضخيمها بشكل كبير.

هذا التناقل الواسع لهذه الشائعات وغيرها يبرز وبشكل واضح الدور السلبي التي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على حياة الناس في كل الاتجاهات، ما يتطلب من القوى الامنية العمل على دحض هذه الشائعات وإتخاذ التدابير اللازمة بحق مروجيها، كما ثمة دور للمواطنين في عدم المساهمة في بث الرعب والتأكد من صحة أي معلومة قبل نشرها.

بيان قوى الأمن الداخلي

وكان صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي – شعبة العلاقات العامـة البلاغ التالي:

″إلحاقاً لبلاغنا السابق الذي تضمّن نفياً لما جرى تناقله من أخبار حول وجود شبكات لخطف الأطفال من أمام المدارس، والذي أوضحنا من خلاله بأن التحقيق ما زال مستمراً في محاولة خطف واحدة.

بعد انتهاء التحقيق، من قِبل شعبة المعلومات، بهذه الحالة التي أثيرت عن محاولة خطف طفل بواسطة سيّارة من أمام مدرسة في بيروت، تمّ التأكّد من عدم صحتها. كما جرى التحقيق في ملابسات حالة أخرى أُثيرت بتاريخ الأمس 3/10/2019 عن محاولة خطف في منطقة المنية، وأيضاً جرى التأكّد من عدم حصولها.

لذلك، تطلب هذه المديرية العامة من المواطنين عدم الخوف والقلق، وتهيب بوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عدم نشر أو تداول أي خبر إلاَّ بعد التأكد من صحته، كي لا يؤدّي هذا الأمر إلى إثارة الذعر في نفوس الطلاب والأهالي على حدٍّ سواء″.