عكس حفل تدشين جسر المجدل ـ السن في الدريب الأوسط مدى الحرمان والاهمال والفقر الذي تعاني منه محافظة عكار في القرن الواحد والعشرين.
هو ليس بأوتوستراد وانما جسر بمسافة 40 مترا في بلدة نائية تحمل أهلها وناسها على مدار أعوام الظلم وحرمان الدولة لهم وكأنهم يعيشون في مجاهل افريقيا، حيث لا طرقات ولا بنى تحتية، ولا مقومات للحياة.
على مدار أعوام طالب أهالي تلك البلدة بحقهم في التواصل مع البلدات المحيطة، وفي حماية اطفالهم من السيول خلال فصل الشتاء، وفي وجود طريق يسلكونها للوصول الى المدرسة، أو المحال التجارية، وفي العيش بكرامة. الا أن الفرج لم يأتهم من الوزارات المعنية وفي مقدمتها وزارة الأشغال العامة التي يناط بها تأمين البنى التحتية والمواصلات بين البلدات، بل جاءهم من الهيئة العليا للاغاثة التي عملت على إنشاء جسر يربط قريتي المجدل والسن ببلدات الدريب الأوسط من جهة، وببلدات الجومة من جهة أخرى.
منذ عامين تفقد أمين عام “الهيئة العليا للاغاثة” اللواء محمد خير المنطقة عقب غرقها بالوحول والسيول، ووعد بمتابعة شؤونها ورفع الحرمان عنها. الطرقات التي يبدو عليها أنها شقت بحكم الضرورة تبدو تعيسة جدا، وقد غابت معالمها، كما أن الطريق من جهة السن ـ عكار العتيقة لم تعرف الاسفلت على الاطلاق.
تروي المنطقة قصة عكاريين يصارعون من أجل البقاء، فيضطرون يوميا لقطع مسافة 2500 مترا سيرا على الأقدام وللاستعانة بالدواب في بعض الأحيان لايصال أبنائهم الى المدرسة والتزود باحتياجاتهم.
ولعل مشهد النساء والأطفال الذين حملوا اعلام تيار المستقبل، وصور الرئيس الحريري يوم أمس لاستقبال أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري وأمين عام الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، على وقع الأناشيد والزغاريد، بحضور حشد من الفاعليات، يعكس مدى الحاجة، ويحمل الاغاثة مزيدا من المسؤوليات تجاه منطقة منكوبة بكل ما للكلمة من معنى.
وإن كان الحريري قد أكد في كلمته “أن لا منّة لنا بما نقدمه، وانما هي أبسط حقوقكم، ونحن لا نخجل بأن الاغاثة تعمل في الشمال”.
الا أن ما يجري هو إدانة للطبقة السياسية ولتيار المستقبل نفسه الذي تفرد على مدار 13 عاما بالسلطة في عكار، من دون أن يتمكن من تحقيق المشاريع الانمائية الاساسية للمحافظة، ومن دون التمكن من تحصيل حقوق العكاريين من الوزارات، ليبقى الاتكال الوحيد على ما تنجزه “الهيئة العليا للاغاثة” من طرق عامة، وجسور، وحيطان دعم ومدارس…
ذلك الواقع دفع باللواء خير الى التأكيد على “أننا نعمل في المناطق الأكثر حاجة، ونحن ندرك أن المتطلبات كثيرة ولكن هناك أولويات، ونحن نسعى لسد تقصير الوزارات المعنية حيث تدعو الحاجة، لافتا الى أنه ليس سرا أن عكار هي أكثر المناطق حرمانا، وتحتاج الى الكثير من الخدمات”.
مواضيع ذات صلة:
-
صدمة جراء المجازر البيئية من عكار الى الضنية.. والوزارة تتحرك… نجلة حمود
-
الأوقاف الاسلامية في عكار .. ألم يحن الوقت للاصلاح المطلوب؟… نجلة حمود
-
هجرة أم تهجير.. بلدات عكارية فرغت من أهلها والوزير عطالله يرفض الاقصاء… نجلة حمود