اثنا عشرة مياوماً في ضمان طرابلس غارقون في الاستدانة.. والدولة غائبة… روعة الرفاعي

حتى الساعة لا يزال 12 مياوماً في ضمان طرابلس يعملون منذ ثلاث سنوات بلا راتب وبلا ″ضمان″ وبلا أي احساس ″بقضيتهم″ حتى اشعار آخر!.

فبالرغم من كل التحركات التي قاموا بها وكان آخرها خلال شهر رمضان المبارك حيث عمدوا الى اعلان الاضراب ونصبوا خيمة تحت مركز الضمان للتعبير عن رأيهم أمام ″من أراد السؤال عنهم″ مع ما ترافق هذا الاضراب من ازدحام كبير أمام شبابيك تخليص المعاملات، والمشاكل التي نجمت عن هذه الأزمة، هذه التحركات ربما دفعت المعنيين داخل مؤسسة الضمان لمناقشة قضيتهم فكانت الوعود بدفع مستحقاتهم قبل عيد الفطر السعيد مما أدخل الأمل الى نفوس الشباب 12 ودفعهم للعودة عن قرار الاضراب والتزام مكاتبهم بغية التخفيف عن كاهل المواطنين أولاً وعن مركز الضمان ثانياً والذي لا يضم سوى القلة القليلة من الموظفين بسبب الشغور الحاصل جراء قانون التقاعد والذي لم يتزامن مع أي تعيينات جديدة لأسباب سياسية بحتة، فكلما جرت امتحانات ضمن مجلس الخدمة المدنية أتت النتيجة نجاح كبير في صفوف ″المسلمين″، ما يثير حفيظة بعض التيارات التي تنادي ″بالتوازن الطائفي″ فتعدل عن الاعتراف بالامتحانات ويتم تأجيل التعيينات، الى أن وصلنا لما يسمى اختيار موظفين بالتراضي بين الأطراف السياسية في مدينة طرابلس بهدف حل أزمة شغور المكاتب، وبالفعل التحق 13 شاب وصبية بعملهم، لكن المشاكل بدأت حينما لم يتقاضوا رواتبهم باعتبار أنه ضمن مؤسسة الضمان لا أوراق تثبت شرعيتهم وما من امكانية لتثبيتهم وهكذا بدأت رحلة العذاب والمعاناة.

صبر الشباب وتعاونوا مع المواطنين من خلال متابعة معاملاتهم وتخليصها بأسرع وقت وهي التي كانت تنتظر لسنوات فاذا بها تنتهي خلال بضعة أشهر، الا انهم في المقابل لم ينالوا من مسؤوليهم سوى انكار الجميل وعدم الاستماع لهم، في حين وقفت قيادات طرابلس السياسية الى جانبهم لا سيما النائب محمد كبارة عندما كان وزيرا للعمل حيث سعى جاهدا لحل هذه الازمة، لكنه في كل مرة كان يصطدم بالمزيد من العراقيل. الأمر الذي دفع أحد الشباب الى ترك الضمان بحثاً عن لقمة عيشه في مكان آخر، بينما آثر المياومين ال 12 على اكمال مسيرتهم ربما تكون هناك حلولا مرتقبة ايماناُ منهم بأنه ما ضاع حق وراءه مطالب.

اليوم، مضى عيد الفطر وبعده عيد الأضحى المبارك والمياومون بلا رواتب ومنهم من يعيل عائلته لكن عبر الديون التي أضحت عبئاً ثقيلاً عليهم، وبالطبع الآمال تضاءلت مع كثرة المشاكل التي تتخبط بها الدولة اللبنانية فكيف السبيل الى بلوغ خشبة الخلاص؟.

بكري لحل أزمتنا

الناطق باسم المياومين جميل بكري يقول لسفير الشمال:صبرنا باعتبار أن الصبر مفتاح الفرج واذ بنا نتفاجأ بعدم الاكتراث لقضيتنا، الواقع أننا تلقينا الكثير من الوعود من ادارتنا ومن بعض المسؤولين لكن كلها ذهبت هباء منثورا.

صحيح أننا حصلنا على جزء من رواتبنا الا اننا اليوم ومنذ سنة وتسعة أشهر بلا راتب مما يعني وضعا ماليا صعبا جداً ينعكس سلباً على حالتنا النفسية.

وتابع:البعض منا لجأ الى أعمال إضافية فترة ما بعد الظهر بغية انقاذ نفسه، لكن الديون بلغت عنان السماء، مثلاً هناك أحد الأصدقاء الذي أقرضني حتى الساعة مبلغ 4000 $ هو يطالبني بها اليوم كونه لم يعد قادراً على الانتظار فماذا أفعل؟؟؟.

ورداً على سؤال قال:ما من أمل في بلدنا وبالعكس ننتظر الأسوأ على صعيد حياتنا، ونحن لا نتوقع أي جديد وما من حلول في الأفق فماذا نفعل؟ الحقيقة لا نعرف هل نبقى أو نرحل!!!.

وختم: حينما نفذنا الاضرابات شعرنا بمن يهتم بنا لكن بمجرد عودتنا الى العمل تركونا بمفردنا نواجه مصيرنا لحالنا، وكأنهم يريدون حل أزمتهم لكن من دون مراعاة أزماتنا المتفاقمة.


مواضيع ذات صلة:

  1. كارثة ″أبو علي″ تتفاعل.. من ينقذ أصحاب البسطات؟… روعة الرفاعي

  2. أهالي المنكوبين يعيشون تحت خط الفقر.. والأبناء يعيشون في دور الأيتام… روعة الرفاعي

  3. ضمان طرابلس الى أزمة جديدة و″جميل بكري″ كاد يضرم النار بنفسه… روعة الرفاعي


 

Post Author: SafirAlChamal