الكورة: مزرعة أبقار في بزيزا تخنق الانفاس... فاديا دعبول

لم يكد اهالي وسكان بلدة بزيزا والجوار في قضاء الكورة يستعيدون نقاوة هواء طبيعتهم ليتنعموا به، وتشهد المنطقة على حركة ازدهار اقتصادية، بعد تصديها لملوثات معمل الجفت واقفاله، حتى برزت ازمة بيئية وصحية جديدة في مزرعة ابقار، تفوح منها روائح مؤذية، بشكل يفوق القدرة على تحملها، ما دفع بالاهالي الى رفع الصوت عاليا والمطالبة باقفالها بعد فشل محاولاتهم للدفع باتجاه اتخاذ اجراءات تحافظ على بيئة نظيفة، رغم ادعاء صاحب المزرعة بتمتعها بكل الشروط القانونية والصحية والبيئية.

يعود الترخيص للمزرعة وفق الناشط البيئي انطوان قصاص الى ″مالك قديم اراد استثمار المزرعة بـ50 بقرة حلوب، الا ان المستثمر الجديد يستورد الابقار بالمئات، لبيعها والاتجار بلحمها وليس بالحليب الذي يفترض العناية الفائقة بنظافة الابقار كما المزرعة″. مؤكدا ان المزرعة″ غير قابلة للحياة بسبب ضخامة عدد الابقار فيها، وموقعها الجغرافي القريب من المنازل، حيث ان نحو 300 وحدة سكنية هي دون الالف متر بقربها منها.″

ويبدي قصاص اسفه ″لعدم حرص اصحاب المزرعة على تحسين ادائهم.. ونقل الشاحنات مكشوفة بطرق غير صحية، وعرضهم تقديم الزبل مجانا للتخلص منه..″ ما دفع بالاهالي الى التوقيع على عريضة وتقديمها للقائمقامية، تبعها تقديم قصاص شخصيا شكوى مبنية عليها للمحافظ رمزي نهرا. إضافة الى مناشدته وزير البيئة التدخل لحل هذه الازمة البيئية.

″معاناة الاهالي اليومية مع الروائح الكريهة لا تنتهي″ وفق السيدة ميساء طنوس الوتر. حيث انها تلتزم المنزل مع اطفالها، وتقفل الابواب والشبابيك، رغم الحر الشديد لتجنب الروائح التي تمنعها ايضا من نشر الغسيل خارجا لالتصاق الروائح فيها″، مؤكدة ″ان الاهالي ليست غايتهم اقفال المزرعة او معاداة صاحبها، انما رد الضرر عنهم وتنشق هواء نظيف″.

ازاء هذا الواقع يعتزم محمد حموضة، وهو من عكار ويملك بيتا في بزيزا، العودة الى مسقط راسه″ ان لم تحل ازمة روائح المزرعة، لان الحياة في البلدة لم تعد تطاق.″

وفي حين كان ماهر عيسى يتغنى بموقع منزله، بعيدا عن كل انواع الملوثات، لا ينفك يعبر عن غضبه الكبير تجاه الروائح و″عدم تصدي المعنيين لها″، محذرا من ″النزول الى الشارع ان لزم الامر″.

وتبدي الدكتورة ساميا ديب اسفها لحرمانها من التمتع بفصل الصيف والجلوس في حديقتها واستقبال الزوار فيها،″ بسبب الروائح الكريهة، التي تخطت رائحة الزبل الى الزنخة″.

وترى السيدة ايفون قصاص انه لم يعد من حل مجدي الا ″وقوف اهالي بزيزا كلهم صفا واحدا في مواجهة اصحاب المزرعة، كما سبق وفعلوا مع اصحاب معمل الجفت″. لاسيما ان والدها يعيش على الاوكسيجين والروائح الكريهة تخنقه يوميا.

هذا وتشير الانسة كلوديت شالوحي من داربعشتار الى ان ″اهالي البلدة بصدد اعداد عريضة للتوقيع عليها احتجاجا على روائح سواد المزرعة التي تصلهم، والتظاهر امام جسر بزيزا.″

تجاه ذلك يرى رئيس بلدية بزيزا بيار عبيد ان ″هذه الازمة هي نتيجة تراكمات سابقة من عدم تصنيف الاراضي قديما.″ مستعرضا واقع المزرعة وحصول صاحبها على ترخيص قانوني، ومضمون اتفاق البلدية معه من جهة ″منع تجميع السواد لاكثر من حمولة شاحنة، وتغطيتها، والسعي لايجاد حل على المدى الطويل، باستخدام الات متطورة لمعالجة السواد واستخدامه كسماد للمزروعات″..

ويؤكد عبيد ان ″صاحب المزرعة ابدى الكثير من التجاوب في مراحل مختلفة، ونحن نعول على التزامه بتنفيذ كامل الاتفاقية، وسعيه لشراء الات لمعالجة السواد″، معلنا عن ″اضطراره لاستعمال سلطته في حال الاخلال بالالتزام كما سبق وحدث مع معمل الجفت″.

في المقابل يؤكد المحامي عن المزرعة بيار الخازن أنها ″تتعرض لعملية تجني، وهي تتمتع بكافة الشروط والمواصفات القانونية والصحية والبيئية″. مشيرا الى ″خلوها من السواد منذ اكثر من شهر، لتصريفه بشكل يومي”. مركزا على ان” الروائح الكريهة هي من مزارع اخرى غير مرخصة في البلدة”. معلنا عن عمله تحت سقف القانون وتعاونه مع البلدية.