اعتبر “حزب الخضر اللبناني”، في بيان، أن “أزمة النفايات أزمة وطنية يعاني منها اللبنانيون جميعا منذ العام 2015 وحتى الآن”.
ورأى أن هناك “فصلا جديدا في هذه الأزمة تجلى في تراكم أطنان من النفايات بين المنازل في اكثر من قضاء في شمال لبنان لمدة زمنية طويلة، ولم يتحرك المسؤولون المعنيون لحلها الا بعد تفاقمها، وذلك بحل جزئي بإنشاء مكب جديد في موقع بجبل تربل الذي يشرف على مدينة طرابلس. إن الموقع المقترح لا يراعي الشروط العلمية والبيئية التي يجب توافرها ليكون مطمرا صحيا مناسبا للتخلص من النفايات الصلبة، أهمها نوعية الصخور أوالغطاء السطحي (lithology)، مسارات وتجمعات المياه السطحية (دائمة أو موسمية)، الصخور ما تحت السطحية الكامنة/الحاملة للمياه (aquifers)، عمق المياه الجوفية، استخدام الأراضي والتشققات الخطية الطولية السطحية (lineaments)، إتجاه سطح الموقع (aspect)، الإرتفاع عن سطح البحر، نسبة الإنحدار. موقع مكب تربل غير ملائم لوجوده في منطقه صخور كلسية (كربوناتية)، ويعلو مساري مياه جوفية، ولا يبتعد عن تجمعات سكنية، وإن أفضل المواقع التي يمكن أن تلبي المواصفات والخصائص المطلوبة لمطمر صحي تنتشر انتشارا واسعا في محافظة الشمال ومناطق أخرى من لبنان، حيث تنتشر فيها صخور الحمم البركانية المفتتة (pyroclastics). ويجب أن تؤخذ الشروط العلمية جميعها بالإعتبار، وان تستكمل الدراسات الجيولوجية والبيئية الميدانية للتأكد من مطابقتها”.
وأشار الى ان “الحلول الجزئية مخالفة لأحكام قانون الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة رقم 80 الصادر في العام 2018 والذي ينص في أحكامه العامة، على ان الطمر الصحي هو عملية التخلص من عوادم النفايات الصلبة في موقع يتم اختياره وتجهيزه وفق معايير هندسية محددة. كما ان التعرض للمحتجين على إقامة المطمر وفرضه بالقوة قبل محاورتهم والاستماع اليهم يزيد من إنعدام الثقة بين المسؤولين والمواطنين، ودليل عجز لدى المسؤولين عن حل قضايا المواطنين والحفاظ على صحتهم وبيئتهم”.
ودعا “حزب الخضر” الى “إقفال المطمر فورا وإعتماد الحلول والبدائل التي تراعي الشروط العلمية والبيئية”، معلنا استعداده للمساعدة بما لديه من معارف ومتخصصين بهذه الشؤون. كذلك دعا المسؤولين الى “احترام القوانين المرعية والإصغاء الى مطالب المحتجين جميعا وعدم فرض الحلول غير المجدية بالقوة كأمر واقع والى معالجة بيئية لمكتب عدوة بعد إقفاله”. ودعا أيضا اللبنانيين الى “أوسع مشاركة في الاحتجاجات الشعبية المحقة للرافضين للمكب والمطالبين برفع النفايات من بين منازلهم حفاظا على الصحة العامة وبيئة لبنان”.