لين ومريم وماريا الايعالي قصة ثلاث طفلات تلخص معاناة عشرات العائلات اللبنانيات التي انتهى الامر بها في مخيم الهول في محافظة دير الزور السورية بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (الكردية) على بلدة الباغوز آخر معاقل تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش).
لم يسعف تلك الفتيات اللواتي هربن مع والدتهن بعد مقتل والدهم محمد الايعالي وضع شقيقتهن لين (7 سنوات) المصابة في قدمها وبحاجة الى عملية جراحية عاجلة منذ ان وقعت في الاسر، وهي اليوم تواجه خطرا على حياتها وربما تفقد معه قدمها بسبب سوء وضعها الصحي.
قصة لين وشقيقتاها لا تختلف عن قصص عشرات الاطفال اللبنانيين الذين يعانون الامرين تحت حكم تنظيمات مسلحة تارة تهددهم بالقتل وتارة اخرى بتسليمهم الى (داعش) لمقايضتهم بأسرى اكراد لدى التنظيم، فضلا عن تردي الخدمات في اكبر مخيمات الاعتقال في العالم والذي يقبع فيه اكثر من سبعين الف شخص ويسجل وفق منظمات دولية وفاة العشرات شهريا ومعظمهم من الاطفال، نتيجة غياب الرعاية الصحية المطلوبة..
هذه القضية الانسانية التي تواجه عشرات العائلات ممن زج بأولادهم في أتون الحرب، هم اليوم ربما عضّوا على جرحهم بعد خسارتهم أولادهم الذين قتلوا او بعضهم فرّ مع التنظيم الى اماكن اخرى وتركوا خلفهم نساء واطفالا، كانت الدولة اللبنانية وعبر جهاز الامن العام قد استعادت بعضهم، والبعض الاخر ينتظر، ومنهم من تمكن من الهرب او دفع رشاوى مالية للمقاتلين الاكراد لاخراجهم من المخيم الى تركيا ومنه توزعوا وفق وجهة سفر قاموا بتحديدها مسبقا.
بعتب شديد على بعض رجال الدين والسياسيين يتحدث اهالي تلك العائلات، الذين يعتبرون أن اولادهم دُفع بهم تحت شعارات دينية معينة، وتم التخلي عن عائلاتهم بعد انتهاء استثمار تلك الشعارات، وهو ما المح اليه خالد اندرون جد الطفلات الثلاث، الذي اتهم رجال دين بانهم تاجروا بهؤلاء الشباب كما إتهم سياسيين بانهم استغلوهم، وهم اليوم يرفضون مساعدتهم لاعادة اولادهم ونسائهم.
الجد الذي لا يترك بابا الا ويطرقه املا في استعادة ابنته التي كانت هربت قبل سقوط بلدة الباغوز والقي القبض عليها مع بناتها، يؤكد ان ″ابنته ومن معها يعانون اشد انواع الظلم داخل المخيم وهم يواجهون حياة صعبة ومعرضين في اي وقت ربما للقتل بسبب حالات الانتقام الموجودة″.
ويؤكد اندرون أن ″صبر الأهالي قد نفذ خصوصا انهم يسمعون استغاثة اولادهم ولا يلمسون اي جدية من الدولة في تأمين طريق لعودتهم حيث ان الجميع يؤكدون أن لا ذنب لهؤلاء الاطفال أو الطفلات ولا يمكن ان يتحملوا مسؤولية ما قام به آباؤهم ويجب ان يعودوا اسوة بمن عاد الى دول اخرى.
ووفق المعلومات فان هناك نحو خمسة نساء واطفالهن من طرابلس فضلا عن عائلات من مناطق لبنانية اخرى، وهن يضطررن لأن يدفعن اموالا لقاء تامين الطعام والشراب وحتى الدواء، وهذه الاموال تصل اليهن من اهاليهن في لبنان عبر مكتب تحويلات مالية له فرع داخل المخيم.
وتضيف المعلومات ان التنظيمات الكردية تعمل على تحقيق مكاسب مالية من وراء هذا المخيم وهي تتاجر حتى بالاسرى عن طريق تسلميهم مقابل المال او مقايضتهم باسرى لها لدى التنظيم في العراق او سوريا.
مواضيع ذات صلة:
-
قضية العمال الفلسطينيين.. مخاوف من تسييسها واستخدامها كورقة امنية… عمر ابراهيم
-
هذه هي ودائع اللاجئين في البنوك اللبنانية.. ماذا لو سُحبت؟… عمر ابراهيم
-
حفلة مزايدات على مكافحة العمالة الاجنبية بين القوات والتيار!… عمر ابراهيم