حتى ساعات الفجر الأولى لم تتضح ملامح صورة رئيس بلدية طرابلس الجديد الذي من المفترض أن يختاره مع نائب رئيس، أعضاء المجلس البلدي في الجلسة التي حددها المحافظ رمزي نهرا عند العاشرة من صباح اليوم الجمعة، وذلك بعد سحب الثقة من المهندس أحمد قمرالدين ونائبه المهندس خالد الولي في جلسة يوم الثلاثاء الفائت والتي شهدت إشكالات وإتهامات بالغدر والخيانة بين الأعضاء ما تزال تداعياتها قائمة وربما تنعكس على جلسة اليوم.
ما يزال الانقسام سيد الموقف بين أعضاء المجلس البلدي الذين يتوزعون على مجموعتين متناحرتين، الأولى مؤلفة من الاعضاء الـ11 المعارضين للرئيس السابق أحمد قمر الدين والذين يرشحون الدكتور رياض يمق للرئاسة والمهندس خالد الولي نائبا للرئيس، وتضم الى جانبهما كل من: خالد تدمري، جميل جبلاوي، أحمد حمزة، أحمد القصير، أحمد البدوي، زاهر سلطان، باسم بخاش، باسل الحاج ومحمد تامر..
والثانية مؤلفة من سائر الأعضاء الـ12، وهم: أحمد قمر الدين، عزام عويضة، صفوح يكن، عبدالحميد كريمة، رشا سنكري، لؤي مقدم، شادي نشابة، محمد نور الأيوبي، توفيق العتر، أحمد المرج، سميح حلواني محيي الدين البقار، والذين ما يزالون يدرسون خياراتهم، خصوصا أن فيهم أكثر من مرشح للرئاسة كل منهم يسعى الى تجيير المجموعة لمصلحته.
واللافت أن كل من المجموعتين تتحدثان عن قيام كل منهما باستمالة عضوين أو أكثر من المجموعة الأخرى لدعم خيارات كل منهما، ما يجعل الأمور غير واضحة، و”الطاسة ضايعة”، خصوصا أن عنوان الجلسة السابقة كان الغدر والخيانة وعدم الالتزام بالعهود والاتفاقات، ومما زاد الطين بلة، نأي التيارات السياسية بنفسها عن هذه الانتخابات وعن خلافات أعضاء المجلس البلدي لا سيما بعد الاشكال الذي شهدته الجلسة السابقة والذي إنعكس سلبا على جميع الطرابلسيين، علما أن أكثرية هذه التيارات خسرت الانتخابات البلدية في العام 2016، ثم ما لبث الداعم السياسي لأكثرية الأعضاء بمن فيهم الرئيس قمرالدين، أن تبرأ منهم بعد فشلهم في تحقيق أي إنجاز بسبب الخلافات، فوجدت هذه التيارات أمس، أنه من الأفضل عدم التدخل وترك القرار الى الأعضاء ومن ثم التعامل مع النتائج التي سوف تفرزها هذه الانتخابات.
لذلك، فإن حظوط أحمد قمر الدين المدعوم من تيار المستقبل، وكذلك عزام عويضة المدعوم من تيار العزم قد تراجعت بفعل قرار التيارين بعدم التدخل في هذه الانتخابات، لتنحصر المنافسة بين الدكتور صفوح يكن والدكتور رياض يمق، لكن المفاجأة أن الدكتور يكن لم يجد ترجمة لبقائه كمرشح وحيد في وجه يمق لدى المجموعة التي من المفترض أن تمنحه أصواتها، حيث وجد خلال الاجتماع الليلي أن الأمور ما تزال في المربع الأول على صعيد طرح إسميّ قمر الدين وعويضة.
تشير المعطيات الى أن الاجتماع الذي عقدته مجموعة الـ 12 بمشاركة قمر الدين وعويضة ويكن وإستمر حتى ساعات الفجر الأولى قد توصل الى إتفاق مبدئي بقي طي الكتمان، لكنه لم يحظ بموافقة يكن، على أن تستكمل الاجتماعات إعتبارا من ساعات الصباح، والتي من المفترض أن تستمر الى أن يحين موعد إنعقاد الجلسة عند العاشرة صباحا.
والى أن يحين هذا الموعد، ثمة أسلئة كثيرة لجهة: هل ستتوصل مجموعة قمر الدين ـ عويضة ـ يكن الى إتفاق على إسم رئيس للبلدية تفاجئ فيه الأعضاء الـ11 الداعمين للدكتور رياض يمق؟، أما أنها ستبقى على شرذمتها فيفوز يمق برئاسة البلدية؟، ومن سينجح في إستمالة أعضاء من هذه المجموعة أو تلك لرفع رصيد الأصوات لمرشحها؟، وهل سيكون إنتخاب الرئيس اليوم على وقع الاتهامات بالغدر والخيانة؟، ثم بعد ذلك، هل يلجأ بعض الأعضاء الى تطيير نصاب الجلسة وتعطيل العملية الانتخابية لمزيد من المشاورات حول إسم الرئيس المقبل؟؟، أم أن آخر الدواء يكون الكيّ من خلال استقالة جماعية تؤدي الى حل المجلس البلدي والى وضع البلدية في عهدة المحافظ نهرا الى أن تعيد الحكومة إجراء إنتخابات بلدية في طرابلس؟..
إن مخطط أحمد الحريري الذي تحدث عنه المطلعون، قد نجح في شقه الأول لجهة إستدراج قمر الدين والاطاحة به وفشل في شقه الثاني لجهة إنتخاب رياض يمق، حيث من المفترض أن تنطلق إعتبارا من اليوم المشاورات للتوافق على رئيس ونائب رئيس يكونان قادرين على تصويب بوصلة العمل البلدي والنهوض بالمدينة https://t.co/z7q1T1quYW
— ghassan rifi (@GhassRifi) July 17, 2019
مواضيع ذات صلة:
-
طرابلس: هل وقع قمر الدين في فخ.. نصبه له أحمد الحريري؟… غسان ريفي
-
طرابلس: إتهامات بالغدر والخيانة.. هكذا تمّت الاطاحة بـ قمرالدين والولي! غسان ريفي
-
كارثة أبو علي تصيب الفقراء.. أكثر من 150 بسطة تحولت رمادا.. غسان ريفي