شكل حفل تخريج طلاب الجامعة اللبنانية الدولية ـ LIU فرع حلبا للعام 2019، مناسبة لجمع مختلف القوى والفاعليات السياسية والحزبية والدينية والاجتماعية، والمدنية، الذين اجتمعوا بحضور النائب والوزير السابق عبد الرحيم مراد لتخريج 200 طالب من أبناء عكار.
بغض النظر عن الانتماء السياسي والاختلاف في وجهات النظر، ارتأى هؤلاء وضع السياسة جانبا والالتفات الى واقع أبناء عكار الخريجين الذين حظوا بثقة جامعة LIU، التي تمكنت من إحداث نقلة نوعية في المحافظة التي تضم ما يزيد عن ستة آلاف طالب جامعي، حرموا من جامعتهم الوطنية، بسبب اهمال الحكومات المتعاقبة التي أدخلت إنشاء فرع للجامعة اللبنانية في عكار في البازار السياسي.
يمكن القول أن المناسبة التي أقيمت برعاية وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد، شكلت دليلا واضحا على مدى تعطش أبناء عكار وتقديرهم للمبادرات الخاصة التي من شأنها المساهمة في إنماء المحافظة، وأكدت أن فاعليات عكار من نواب حاليين الذين تعذر عليهم الحضور بسبب المشاركة في جلسات مناقشة الموازنة فأرسلوا ممثلين عنهم، ونواب سابقين، وممثلي الأحزاب، ورؤساء الاتحادات، والبلديات يقدرون وبشكل جدي أي عمل انمائي يقام في المنطقة. فكان لافتا حضور جمهور واسع من تيار المستقبل، والبلديات والاتحادات المحسوبة على “التيار الأزرق”، الذي عجز على مدار الحكومات المتعاقبة من تقديم أي عمل انمائي للمحافظة، فاقتصر دوره على اطلاق الوعود الانتخابية وتكرارها مع كل حدث سياسي.
ولعل الكلام الذي جاء على لسان الوزير حسن مراد عبر بشكل صريح عن واقع الحال، فأكد أن “الدولة بكل المراحل ظلمت عكار، التي لم تبخل يوما بتقديم خيرة شبابها لينعم لبنان بالإستقرار، ولم ترفض يوما شيئا من الدولة، لكن للأسف بعض رجال هذه الدولة هم من يقولون لها لا حق لك علينا ولا يتذكرونها إلا في الإنتخابات”، مشددا على “أننا نريد أن نعمل جميعا من أجل أولادها الذين يحق لهم أن يحظوا بجامعة ومدرسة وطريق وكهرباء وإنماء ومصانع وكل ما يجعلها من أجمل مناطق لبنان”.
وحملت كلمة الوزير مراد أكثر من رسالة سياسية، تعمد القاءها على مسمع جمهور المستقبل، فقال: سألونا كثيرا لماذا أتينا بالجامعة الى عكار ولا مصلحة إنتخابية لنا فيها، فأجبناهم بكل بساطة وصدق أن من يكون همه الإنسان وتنمية بلاده لا يلتفت للكراسي والمواقع، لأن أرفع موقع هو موقع خدمة الناس وأرفع منصب هو منصب مساعدة الناس”، مؤكدا “أن الوطن لا يقوم على المناكفات الصغيرة ولا على الخصومات التي تقسم الناس، بل يحتاج الى قيادات توحد اللبنانيين على التضحية وحب الوطن والعمل لازدهاره. هكذا نفهم السياسة وهكذا نترجم قناعاتنا وسلوكنا بالعمل العام، فلا نفرق بين منطقة وأخرى”.
وشدد مراد على “أن الخريجين والخريجات هم المدماك الأساس في بناء وطن عصري يعتمد الشفافية والكفاءة، لأنهم قادرون على التطوير”، داعيا اياهم “لاعتماد لغة الحوار والابتعاد عن الطائفية والمذهبية، فالعروبة تجمع والطائفية تفرق، والوطن يجمع والمذهبية تفرق، وفلسطين تجمع وصفقة القرن تفرق. وكما قال الزعيم القائد جمال عبد الناصر لا يمكن للجائع الجاهل أن يكون حرا ومسؤولا عن خياراته”.
ولفت مراد الى “أن البداية تكون بإصلاح إداري ومالي وبتشريعات تشجع الصناعة والتجارة والزراعة، وبدعم هذه القطاعات لتجويد الإنتاج والانطلاق الى الأسواق العالمية والعربية ومنافسة السلع الأجنبية بأسواقنا بالجودة والسعر”.
وتوجه مراد الى “من يتاجرون بالطائفية والمذهبية”، قائلا: “هذه التجارة باتت خاسرة، والتجارة التي نسعى الى دعمها هي تلك القائمة على تعزيز زراعاتنا الوطنية بسواعد فلاحينا، وعلى تسويق صادراتنا الخارجية في كل دول العالم، وعلى دعم صناعاتنا الوطنية وتشجيع الإستثمارات وتأمين فرص عمل وتحريك العجلة الإقتصادية. دعونا نهتم بلقمة عيش المواطن ونبحث عن كيفية توفير الضمانة له كي يبقى في أرضه ولا ينزح أو يهاجر، بدلا من أن نحرض الناس على بعضهم البعض ونستغلهم بمشاريع فتنوية فاشلة”.