بغض النظر عن سحب الثقة من رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين ونائبه المهندس خالد الولي، ومن يقف مع هذه الخطوة ويهلل لها، ومن يعارضها، إلا أن ما شهدته الجلسة من هرج ومرج وإتهامات متبادلة وتدافع وشتائم أدى الى زعزعة المجلس البلدي وتصدعه بشكل بات من الصعب إعادة ترميمه، بعد إتساع الهوة بين الأعضاء وفقدان الثقة في ما بين كثيرين منهم.
لا شك في أن سحب الثقة من قمر الدين والولي أدى الى خلط الأوراق من جديد، وساهم بإعادة المشاورات الى المربع الأول، خصوصا في ظل الحديث عن عدم إلتزام ضمن مجموعة المعارضين الـ11 بالتصويت ″ثقة″ لنائب الرئيس خالد الولي، حيث بات في حكم المؤكد أن عضوين أو ثلاثة من هذه المجموعة صوّتوا ″بلا ثقة″ ما أطاح بـ الولي من نيابة الرئاسة، في وقت تحدث فيه كثيرون بعد رفع الجلسة وإعلان تأجيلها الى الساعة العاشرة من يوم الجمعة المقبل، عن دور مريب لعبه أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري في إستدراج المهندس أحمد قمرالدين من سريره في المستشفى الى الجلسة ليصار الى إسقاطه بهذه الطريقة، وذلك خلافا لرغبة الرئيس سعد الحريري الذي أرسل أكثر من رسالة إيجابية الى قمر الدين خلال الفترة الماضية.
يتحدث مطلعون عن تباين واضح لكنه غير مفهوم حتى الآن، بين الرئيس سعد الحريري وبين إبن عمته أحمد الحريري حول جلسة طرح الثقة، ففي الوقت الذي كان فيه “الرئيس” يتعاطى بايجابية مع قمر الدين، كان ″الأمين العام″ يستقبل عددا من الأعضاء المعارضين له، ويحثهم على التشبث بمواقفهم، ويؤكد على دعم توجهاتهم.
وعلى ذمة المطلعين، فإن فريق الرئيس سعد الحريري كان يرغب بتأجيل الجلسة الى حين التأكد من حصول قمر الدين على ثقة أكثرية الأعضاء، وقد ضاعف من رغبتهم العارض الصحي الذي أصابه عشية الجلسة ودخل على أثرة الى المستشفى، لكن أحمد الحريري الموجود في الصين فتح خط هاتفه بشكل متواصل ليشجع قمر الدين على الذهاب الى الجلسة وإتمامها، مؤكدا له بأن الأمور كلها تحت السيطرة، وبأنه نجح في إستمالة بعض الأعضاء المعارضين للتصويت لمصلحته، داعيا إياه الى عدم تفويت الفرصة، خصوصا أن التأجيل لن يخدمه.
وعلى هذا الأساس المتين (بحسب المطلعين والمقربين من رئيس البلدية)، قرر قمرالدين حضور الجلسة ليفاجأ بعد التصويت بأنه خسر موقعه، ووقع في فخ نصبه له أحمد الحريري، ومما ضاعف من حجم المفاجأة قيام الحريري بممارسة مزيد من الضغط لابقاء جلسة طرح الثقة مفتوحة لأكثر من ساعة ونصف الساعة، والسماح للأعضاء المعارضين الـ11 باجراء سلسلة إتصالات مع الأعضاء الذين غادروا الجلسة لاستمالة عضو واحد منهم يؤمن لهم النصاب القانوني بما يساعدهم على إنتخاب الدكتور رياض يمق رئيسا خلفا لقمر الدين.
كما تحدثت معلومات عن إتصالات أجراها أحمد الحريري مع عدد من الأعضاء وإغرائهم لتأمين النصاب، لكن كل هذه الجهود باءت بالفشل، في ظل تماسك الأعضاء الـ 12 الذين إنسحبوا من الجلسة، وتهديد 11 منهم بالاستقالة الجماعية في حال إستمر المحافظ رمزي نهرا بفتح الجلسة، أو في حال تم إنتخاب يمق للرئاسة..
سلوك أحمد الحريري ترك سلسلة علامات إستفهام، حول الموقف الرسمي لتيار المستقبل من قمرالدين، فهل يمكن أن يعمل أحمد بعكس توجهات الرئيس الحريري؟، أم أن هناك تبادل أدوار بينهما لايصال رئيس جديد يرتدي القبعة الزرقاء بشكل كامل؟.
في كل الأحوال، فإن مخطط أحمد الحريري الذي تحدث عنه المطلعون، قد نجح في شقه الأول لجهة إستدراج قمر الدين والاطاحة به، وفشل في شقه الثاني لجهة إنتخاب رياض يمق، حيث من المفترض أن تنطلق إعتبارا من اليوم المشاورات السياسية والبلدية بشكل هادئ في محاولة لرأب الصدع الذي تسببت به الجلسة، والتوافق على رئيس ونائب رئيس للبلدية يكونا قادرين على تصويب بوصلة العمل البلدي والنهوض بالمدينة، وإلا فإن السيناريوهات المطروحة لن تكون في مصلحة أحد..
قبل ساعات من إنعقاد جلسة طرح الثقة برئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمرالدين في مكتب المحافظ رمزي نهرا عند الواحدة من ظهر اليوم الثلاثاء، جرى إعادة خلط الأوراق على أكثر من صعيد، خصوصا لجهة الوعكة الصحية المفاجئة التي ألمت بـ قمرالدين أمس، ما أدى الى ربط إنعقاد الجلسة بوضعه الصحي https://t.co/p0LFTAONKo
— ghassan rifi (@GhassRifi) July 16, 2019
مواضيع ذات صلة:
-
طرابلس: إتهامات بالغدر والخيانة.. هكذا تمّت الاطاحة بـ قمرالدين والولي! غسان ريفي
-
بلدية طرابلس: وعكة قمر الدين تعيد خلط الأوراق.. ويمق من دون غطاء سياسي… غسان ريفي
-
بلدية طرابلس: التجديد لقمر الدين وارد.. والمعارضون يتوافقون على رياض يمق رئيسا… غسان ريفي