لم تعد ″نور الفيحاء″ في طرابلس، قضية شركة تريد انتاج الكهرباء، بل تحولت الى قضية رأي عام طرابلسي غاضب من رئيس تيار سياسي يهيمن على عدد من الوزارات ومن بينها وزارة الطاقة والمياه ويحرم مدينة بكاملها مع جوارها من التغذية الكهربائية 24 على 24 ساعة، لمصلحة مشروعه في استجرار التيار من البواخر التي يؤكد كثير من السياسيين ان فيها من السمسرات والعمولات الشيء الكثير..
بالأمس وخلال زيارته التقليدية السنوية الى الصرح البطريركي في الديمان مع كتلته النيابية ومسؤولي تيار العزم، وضع الرئيس نجيب ميقاتي النقاط على الحروف إنمائيا وسياسيا، ودافع عن حق طرابلس في أن يكون لها تغذية كهربائية كاملة، بغض النظر عن الشركة الملتزمة، لأن المهم هو أن تنعم الفيحاء بالنور وما دون ذلك تفاصيل.
موقف الرئيس ميقاتي من شأنه ان يحرج الوزير جبران باسيل الذي اعترف صراحة في مقابلة تلفزيونية بأنه ضد ″نور الفيحاء″، واصفا إياها بانها بمثابة ″فدرلة″ للكهرباء. في وقت لا يتوانى فيه ″صهر العهد″ عن ممارسة ″الفدرلة″ سواء بالكهرباء من خلال إنشاء معمل سلعاتا (لزوم ما لا يلزم)، او من خلال محطات الغاز (في الزهراني وسلعاتا وطرابلس) او عبر تقويض المنطقة الاقتصادية في طرابلس وكسر حصريتها باقتراح إنشاء منطقتين اضافيتين في البترون وصور، فضلا عن مواقفه السياسية الاستفزازية التي بدأت تترجم مواجهات في الشارع، ودعمه قرار بلدية الحدت بعدم تأجير أو تمليك المسلمين، وفي ذلك فدرالية واضحة.
عمليا، فقد رد الرئيس ميقاتي على باسيل إنمائيا وسياسيا..
في الإنماء حين اكد ميقاتي وبلهجة عالية النبرة بأن من حق طرابلس ان يكون لها إنتاجها من الكهرباء، وانه لا يمكن لأي كان ان يسلبها هذا الحق، خصوصا أن ما قاله باسيل يستهدف طرابلس وجوارها والأهالي بحرمانهم من التيار الكهربائي الذي يساعد على النهوض الاقتصادي ويعتبر اساسا في تعزيز الوضعين الأمني والاجتماعي.
أما في السياسة، فإن حرص الرئيس ميقاتي على عدم الرد على باسيل وتجاهله من على منبر الصرح البطريركي في الديمان كان بحد ذاته موقفا سياسيا متقدما، كونه عمل على تحييد البطريركية المارونية عن هذا الخلاف وعلى عدم احراج سيد الصرح، كون باسيل بات يستجدي اَي رد سياسي للاستفادة منه ضمن تياره والبناء عليه، وقد آثر ميقاتي عدم اعطائه ذلك، إضافة الى ان كلام باسيل حيال ″نور الفيحاء″ يعتبر باطلا، والأفضل في الكلام الباطل ان يتم تجاهله، فضلا عن حرص الرئيس ميقاتي وفي هذه الظروف بالذات على عدم توتير الأجواء سياسيا، في وقت يحمل فيه اللبنانيون هم اقتصادهم وعبء أرزاقهم ومعيشتهم.
في كل الأحوال فإن موقف الرئيس ميقاتي عبر عن نبض الشارع الطرابلسي الذي أدار ظهره لزيارة باسيل يوم السبت الفائت الى معرض رشيد كرامي الدولي، وهو بعد هذا الموقف سيجد نفسه عبئا على المدينة ومرفوضا من قبلها في الزيارة التي وعد القيام بها قريبا..
من المفترض بعد إجتماع السراي الكبير أن تنتظر طرابلس النتائج، وأن تباشر الحكومة في دراسة المشاريع المقدمة، وأن يسعى الرئيس الحريري الى الايفاء بالوعود العهود التي قطعها على نفسه كنائب تاسع عن طرابلس، خصوصا أن المشاريع التي إقترحها النواب ليست تعجيزية وإنما في مجملها قابلة للتنفيذ https://t.co/ERLn86wFLG
— ghassan rifi (@GhassRifi) July 11, 2019
مواضيع ذات صلة:
-
كرة إنماء طرابلس في ملعب الحكومة ورئيسها… غسان ريفي
-
باسيل يحارب طرابلس إنمائيا وكهربائيا… غسان ريفي
-
الحكومة تهتز.. ولا تقع… غسان ريفي