إختار العميد المتقاعد جورج الحصري أن يوثق أحداث يوم واحد في لبنان، إستقاها من أخبار الصحف والمواقع الالكترونية والمواقع الامنية، فجاءت النتيجة صادمة بعدد الضحايا الذين يسقطون تقريبا بشكل يومي في لبنان رغم اننا نعيش وضعا امنيا شبه مستقر.
وفي جولة العميد الحصري الامنية تبين انه سقط في هذا اليوم عددا كبيرا من الضحايا في اشكالات امنية تخللها ايضا سقوط عشرات الجرحى الى حوادث سير متفرقة حصدت ارواحا على طرقاتنا غير المؤهلة الى حالات انتحار عديدة، ناهيك عن الرصاص الطائش الذي يحصد المواطنين في الطرقات او على شرفات منازلهم.
وجاء في النبذة التوثيقية الامنية للعميد الحصري ما يلي:
ـ اغتيال القيادي في الجماعة الاسلامية محمد قاسم الجزار في البقاع
ـ جريمة قتل في الهرمل قضى خلالها شاب من آل علاو.
ـ سقوط عاملة منزلية من التابعية السريلنكية عن شرفة منزل في صيدا.
ـ اشكال في منطقة الحدث تخلله اطلاق نار.
ـ انتحار شخص في الصرفند.
ـ محاولة انتحار شاب من مواليد عام 1996 في زحلة.
ـ محاولة انتحار فتاة في زغرتا من مواليد عام 2003.
ـ وفاة شاب في كفرشلان نتيجة لدغة افعى!.
ـ انقاذ فتاة اثيوبية كانت تحاول الانتحار في جونية.
ـ خطف شابين في اللبوة.
ـ قتيلان وجريح في مداهمة للجيش في بلدة الكنيسة.
ـ اطلاق نار في منطقة الكسارات في ضهر البيدر على خلفية رفع سواتر.
ـ العثور على مواطن جثة هامدة داخل سيارته في جبيل.
ـ سقوط ستة جرحى نتيجة اشكال مسلح في عين دارة.
ـ اصابة طفلة برصاصة طائشة في بعلبك
ـ قتيل و15 جريحا نتيجة حوادث سير متفرقة
ـ اشتباكات عنيفة بين الجيش ومطلوبين في حي الشراونة.
ـ تعرض مركزين للجيش في بعلبك لاطلاق نار.
ـ جريح من الجيش نتيجة اشكال الشراونة.
ـ وفاة طفل (12 عاما) نتيجة سقوطة عن شرفة منزل ذويه في الضنية (لاحقا تبين انه تم خنقه)
ـ وفاة طفل (4 سنوات) نتيجة سقوطه عن شرفة منزل ذويه في الجنوب.
ـ وختامها اشتباكات في الهرمل بين عائلتي عواد ومرتضى.
ويقول احد المرشدين الاجتماعيين لـ “سفير الشمال” تعليقا على هذا الكم الهائل من التوتر ان البلد يعيش حربا غير معلنة، لافتا الى انه في عز الاحداث التي مرت على لبنان لم يسقط هذا العدد من الضحايا في يوم واحد أو أكثر، كاشفا أن عمليات الانتحار ارتفعت بشكل كبير في صفوف الشباب الذين يعيشون حال يأس من اوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية.
وتساءل المرشد انه اذا كانت الحال هكذا في ظل حكم العهد القوي وفي ظل التسوية الرئاسية والتوافق بين مكونات البلد، فكيف اذا غابت هذه المقومات؟ وماذا كان ليحصل لو كان هناك فريقان يتقاتلان هل يا ترى كان سقط هذا العدد من الضحايا في يوم واحد؟.
ويلفت الى ان المواطنين يشعرون انهم في حال حرب من دون متاريس ومن دون اطلاق نار مباشر، انما كل ما في بلدهم لا يبشر بالخير ويترحمون على ايام الحرب حيث كان هناك اقله بحبوحة، فيما اليوم يقتل الانسان نفسه بسبب وضعه الاجتماعي المزري، فيما كان لبنان في الماضي مرتع امن وبحبوحة وازدهار حيث اطلق عليه تسمية سويسرا الشرق.
ويوضح اننا نعيش كل حالات الحرب وهي تتمظهر في الشارع من انتحار وقتل وخطف وغيره فالحرب ليست فقط جبهات بل هناك حروب من نوع اخر اخطر واصعب، كاشفا انه في عز الحرب لم تصل نسبة تعاطي المهدئات الى ثلث الشعب اللبناني ما يعكس ان الاوضاع اليوم اصعب واقسى.
ويختم حديثه بالقول: اننا نعيش حربا نفسية واجتماعية، لافتا الى ان هجرة شبابنا اخطر من أي حرب فالبلد يكاد يفرغ من شبابه ويخلو من الادمغة التي هي دينامو التطور، فيما من بقي من هؤلاء الشباب في بلده الام، يصارع يوميا لتأمين سبل العيش بالحد الادنى المقبول، ما يدفعه الى اليأس والاحباط ويجعله سريع التوتر.
مواضيع ذات صلة:
-
ماذا يفعل باسيل.. التواصل الاجتماعي يشتعل ردا عليه… حسناء سعادة
-
في دولة الضريبة على الأركيلة بدل السيجار.. تضيق سبل العيش وفسحات الأمل… حسناء سعادة
-
الأمن الاجتماعي في خطر… حسناء سعادة