تراكمت المشاكل على صيادي الشاطىء البتروني من جسر المدفون مرورا بكفرعبيدا ومدينة البترون وشكا وصولا الى شاطىء بلدة أنفه الكورانية. وما يكاد البحارة يجدوا الحلول لقضية ما، حتى تطل أزمة جديدة عليهم كالتي يواجهونها في هذه الفترة، وهي رمي المصائد أو المصالي على الشاطىء في فصل الربيع الذي يعتبر شهر الإبذار والتكاثر للسمك.
ما يسمى المصالي او المصائد غير مدرج ضمن قانون الصيد البحري وعندما يحاول الصيادون الحصول على ترخيص من وزارة الزراعة لوضع المصالي يأتي الجواب بالرفض الفوري عملا بقانون الصيد.
وها هم البحارة البترونيون يعانون من شح الغلة، لأن هناك من يسبقهم على رزقهم ويصطاد السمك بكافة انواعه ويقضي على البيض او ما يسمى بـ″الكافيار″ وكل ذلك يؤدي الى تراجع الانتاج والثروة السمكية.
″سفير الشمال″ زارت ميناء الصيادين في البترون والتقت البحارة الذين يعملون طوال النهار على تجهيز عدة الصيد في ظل شعور باليأس والملل، لأن البحر لم يعد يعطيهم ذلك المردود الذي كانوا يعتمدون عليه منذ دخولهم الى عالم البحر والصيد.
بين البترون والبحر واسماكه حكاية قديمة تعود الى العام 1830 حيث شكل صيد الاسماك على مدى تلك القرون والعقود من الزمن مصدر عيش مهم، وكان الصيادون يعتمدون على غلة البحر لتربية عيالهم وتعليم اولادهم، أما اليوم فقد اختلف الواقع واصبح البحارة يترددون في الابحار لأن الغلة لا تسد الكلفة والمصاريف وثمن مازوت المراكب.
يقول انطوان الطبشي: “مشكلة المصالي انه يتم وضعها في فصل الربيع موسم البيض، وهذا يعني القضاء على الثروة السمكية قبل ان تتكاثر وهي مؤذية للغاية. وللاسف يتم وضعها وتترك لفترة طويلة لستة اشهر اي ان المصائد تقيم حاجزا ثابتا امام الاسماك لالتقاطها وتصطاد السمك الصغير والكبير وتقضي على الاخضر واليابس. وبذلك يكون وضع الصيادين ″سوبر سيء″ علما ان عدد الصيادين يتراجع والدخلاء والهواة يكتسحون الشاطىء والبحر.″ ويعتبر الطبشي ″ان الهاوي يؤذي اكثر من المصيدة لأنه يتكبد آلاف الدولارات ليصطاد سمكة صغيرة بعكس الصيادين الفعليين الذين يعيشون من البحر وثروته الا أننا في هذه الايام أهم صياد لا يعود من البحر بأكثر من غلة تساوي 30 او 40 الف ليرة وهذا لا يسد كلفة الخروج من الميناء من ثمن شباك ومازوت وصيانة عدة ومراكب.″
الصياد توفيق عسال يعتبر ان ″أسوأ ما يمكن هو وضع المصائد التي تصطاد الأسماك قبل ان تبيض ولا تترك سمكة واحدة وبذلك نخسر كل شيء في البحر لأنه عندما نقضي على ″البطرخ″ نقضي على السمك لأن لا تكاثر من دون البطرخ اي ″الكافيار″.
ويقول: انا اليوم لم أنزل الى البحر بسبب قلة الرزق، والواقع مؤلم ولا نصطاد طعامنا من السمك ولولا اولادنا نموت من الجوع. لذلك نناشد وزارة الزراعة ورئاسة الميناء تطبيق القوانين وضبط الوضع ومنع المصايد خصوصا في فترات البيض والتكاثر.″
رئيس التعاونية
يلفت رئيس تعاونية صيادي الاسماك والسياحة والتراث في البترون جورج مبارك الى أن ″قضية المصالي هي قضية كل بحار وصياد على طول الشاطىء البتروني، والمؤسف أن المخالفات تحصل وكأن لا قوانين ترعى شؤون الصيد والصيادين. القانون واضح بما يختص بالمصالي التي لا يسمح بوضعها الا بعيدا عن الشاطىء وعلى مسافة 500 مترا وخلال اشهر معينة خارج فصل الربيع. هذا بالاضافة الى الجاروفة، ونحن اصبحنا في وضع لا نحسد عليه، سمك يتم القضاء عليه ومنه ما هو ممنوع اصطياده على مدار السنة حفاظا على الثروة السمكية الا ان هناك من يضرب عرض الحائط القوانين البحرية.″
ويضيف: ″نحن كتعاونية نقوم بالمراجعات والاتصالات اللازمة بدءا من وزارة الزراعة ومصلحة الزراعة في الشمال ورئيس بلدية البترون الاستاذ مرسيلينو الحرك الذي يقدم لنا كل الدعم، وكل ما نطالب به هو تطبيق القوانين وحماية مصادر رزق الصيادين والحفاظ على الثروة السمكية.″
وفي هذا الاطار، يناشد الصيادون وزير الزراعة وكل المسؤولين المعنيين “اتخاذ التدابير اللازمة وبأسرع وقت قبل ان يفوت الاوان وقبل ان تصبح الثروة السمكية في خبر كان.″
مواضيع ذات صلة:
-
سمكة الاسد تجتاح بحر لبنان.. وتهدد ثروته البحرية بالانقراض… لميا شديد
-
شكا تعاني من العطش.. من المسؤول؟… لميا شديد
-
قطع طرقات في البترون، ماذا يحصل واي خطر يخشى منه؟… لميا شديد