شبكة تهريب النفايات الى عكار في القبضة الأمنية... نجلة حمود

أسفرت الخطوات التي قام بها إتحاد بلديات جرد القيطع في عكار عقب الأزمة التي تسبب بها إغلاق مكب عدوة على الحدود بين محافظتي عكار والشمال، لجهة إعتماد الحماية الذاتية، ومراقبة الشاحنات التي تدخل المنطقة ليلا لمنع رمي النفايات في الغابات والأودية، الى توقيف العقل المدبر لتهريب النفايات، حيث تمكنت قوى الأمن الداخلي من توقيف (أ، ع) المطلوب بعدة مذكرات، إثر كمين في منطقة البداوي.

وأظهرت التحقيقات مع الموقوف أنه يملك بؤرة لجمع النفايات في منطقة البداوي، ويعمل على تفريغ النفايات فيها قبل أن يعمل على اعادة نقلها بهدف توزيعها على المناطق للتخلص منها.

توقيف أ . ع أثار عدة تساؤلات حول الجهة التي يتعامل معها، خصوصا أنه غير قادر على نقل النفايات الى غابة القموعة من دون التنسيق مع أحد أبناء المنطقة، كما ظهر بشكل واضح قيامه بشبكة علاقات مع عدد من المسؤولين في الشمال، وعند التوسع بالتحقيقات ظهر اسم سيدة الأعمال (م، ط) من بلدة فنيدق صاحبة إحدى الشركات المتعهدة لجمع النفايات من بلديات الكورة، أنفة، زغرتا، منذ سنوات.

واللافت أن هذه السيدة تتباهى بنشر صورها الى جانب السياسيين من وزراء ونواب ومسؤولي أحزاب، وهي لمع إسمها عقب اغلاق مكب عدوة الذي كان يستقبل يوميا وعلى مدار 15 عاما بين 300 و400 طنا من النفايات كانت تطمر بطريقة عشوائية، حيث سارعت الى التواصل مع مدير ″شركة الأمانة العربية″ خالد الياسين بهدف نقل النفايات الى مكب سرار في عكار، الأمر الذي رفضه الأخير لعدم قدرة المكب على إستيعاب نفايات من خارج المحافظة، ما دفع بسيدة الأعمال الى التفتيش عن حل مقابل دفع 600 $ كلفة التخلص من الشاحنة الواحدة.

وتفيد مصادر مطلعة “أن شكوك فاعليات جرد القيطع كانت في مكانها، لجهة وجود رابط بين صاحب البؤرة، (هو ايضا من أبناء جرد القيطع ولكنه يعمل ويقطن في البداوي) واحد أبناء المنطقة”، مؤكدة ″أن الموقوف أ،ع اعترف بنقل النفايات ورميها في غابة القموعة، كما اعترف بتعامله مع السيدة، لكنه أنكر أن تكون على علم بوجهة الشاحنات حيث كان أخبرها أنه سيقوم برميها عند الحدود الشمالية مع سوريا″.

وتتابع المصادر: “لقد تم إستدعاء سيدة الاعمال الى مخفر مشمش للتحقيق معها بالرغم من الضغوط الهائلة للفلفة الموضوع، حيث كررت إعتراف الموقوف (أ،ع)، فتم اطلاق سراحها لعدم وجود جرم، في حين تم إحالة الأخير الى قاضي التحقيق.