نجح العبقري الألماني كلوب بفضل خبرته بقراءة مجريات المباراة، وخططه الدفاعية والهجومية التي طبقها اللاعبون يحذافيرها على أرض الملعب، بايصال فريقه ليفربول الإنكليزي الى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي، بتحقيقه انتصاراً تاريخياً هو أكثر “بريمونتادا”، بتسجيله أربعة أهداف نظيفة في مرمى واحد من أفضل حراس أوروبا الألماني شتيغن، من دون أن يستطيع ميسي وبرشلونة من تسجيل أي هدف طيلة 90 دقيقة من المباراة.
قلب ليفربول بهذا الفوز كل الموازين رأساً على عقب، وأطاح بجميع التوقعات بعرض الحائط، كاتباً سيناريو بعيد كل البعد عن التحليلات الكروية والفنية، حيث كانت كل الأرقام والتوقعات ترجح تأهل البرشا بطل الدوري الإسباني الى نهائي الأبطال نظراً لامتلاكه أفضل لاعب في العالم ميسي، ولحاجتهم الى هدف وحيد كان كفيلا لتأهلهم الى نهائي البطولة، وتصعيب المهمة على النادي الإنكليزي.
تحول ليفربول بعد المباراة من فريق كان شبه مودع لدوري الأبطال من الدور نصف النهائي بعد خساراته بنتيجة (3-0) في الذهاب أمام البرشا في “الكامب نو”، الى أول فريق يتأهل الى نهائي دوري الأبطال بعد اطاحته للأخير بنتيجة (4-0)، بمباراة ممتعة كروياً، وقمة في الحماس والتشويق، منتظراً المتأهل بين كل من أياكس وتوتنهام.
كانت المباراة صعبة على البرشا، خصوصاً أنه كان يلعب خارج أرضه، وأمام جمهور لا يستسلم ومعروف بتعصبه وولائه لفريقه، رغم تأخره بالنتيجة (3-0)، الأمر الذي استغله الفريق الإنكليزي لصالحه، هذا بالإضافة وبالرغم من غياب عنصر أساسي في خط هجومه وهو النجم صلاح، تمكن ليفربول من افتتاح المباراة بهدف مبكر ومعنوي في الدقيقة السابعة عن طريق اللاعب أوريجي أربك به دفاع البرشا، وأهدى به التقدم لفريقه (1-0)، وهي النتيجة التي انتهى عليها الشوط الأول من المباراة.
كان واضحاً منذ بداية المباراة أن لاعبي ليفربول كانوا يلعبون وظهرهم للحائط حيث لا يوجد لديهم ما يخسروه، وبتركيز عال، معتمدين دفاعا محكما وصلبا، قام بالحد تماماً من خطورة الماكينة التهديفية للبرشا الممثلة بميسي وسواريز، ولكن رغم ذلك لم تخل المباراة من محاولات وفرص خطرة للفريق الإسباني كادت أن تترجم أهدافا محققة، لولا تألق الحارس البرازيلي للفريق الإنكليزي، وانقاذه لشباكه في الثواني الأخيرة.
دخل ليفربول الشوط الثاني بقوة، وتمكن لاعبوه من ترجمة ضغطهم الهجومي في ظل غياب دفاع البرشا، بتسجيلهم هدفين في الدقيقة (54) و(56) بواسطة اللاعب فينالدوم عادلوا بهما مجموع نتيجة مباراتي الذهاب والإياب (3-3)، وتقدموا في المباراة (3-0)، ليعود اللاعب أوريجي ويطلق رصاصة الرحمة بهدف قاتل وهو الرابع في المباراة في الدقيقة (79) أنهى به اللقاء، الذي استمر بدقائقه الأخيرة بضغط اسباني من دون فعالية ومن دون أهداف، وبتأهل تاريخي لليفربول الى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي.