تتوالى النشاطات التي تنظمها مجموعة ″عكار معا للتغيير″، والتي تهدف الى خلق رأي عام ضاغط من شأنه رفع الصوت والمطالبة بالحق في العيش الكريم في بيئة نظيفة، بعيدا عن مصادر التلوث، والأمراض المميتة، وعقب الوقفة التضامنية التي نظمتها المجموعة أمام سراي حلبا تزامنا مع زيارة وزير البيئة فادي جريصاتي الى محافظة عكار قبل أسابيع، حيث جرى مطالبته بايجاد حلول لتلوث المياه، والصرف الصحي، ولمشكلة النفايات المستعصية والمكبات العشوائية…
″عكار معا للتغيير″ تدرك أن الوقت لم يعد لصالح أحد وأن أبناءنا يدفعون الثمن وأن حياة أطفالنا ليست لعبة بيد السلطة الفاسدة، التي إعتادت ابرام الصفقات المشبوهة واستنزاف مقوماتنا وثرواتنا الطبيعية، لذلك إختارت المجموعة العبور من الصمت الى المواجهة لاسترجاع الحقوق المسلوبة. وتحت عنوان ″السرطان والأزمة البيئية في عكار″، نظمت المجموعة ندوة بيئية – صحية، في بلدية حلبا.
ولفتت رئيسة ″حزب ال10452″ رولى المراد في كلمة لها الى أن السلطة ″لم تقتلنا بالرصاص بل قتلونا بقراراتهم وممارساتهم، فيما عربات الهجرة تقل اولادنا من منفى الى منفى، ومن حدود الى حدود، خطر بيئي، خطر غذائي، خطر يلوث البشر والحجر على كل الاراضي اللبنانية وخاصة المنسية منها، وأمراض تخطت نسب المسموح والمقبول، والخطر الاكبر أن فلسفة الثورة والمقاومة لدى الشعب المنهك، تتطاير مع كل مريض وفقير وجائع ومظلوم″.
وعرض الدكتور كمال خزعل لأزمة المياه في عكار، كما ونوعا، وقال: ″إن الحاجة الى المياه تزداد مع الازدياد المضطرد لعدد السكان، وهو الأعلى في لبنان، ومع ازدياد الحاجة للغذاء والمحاصيل الزراعية″، عارضا لأهمية حوض القموعة في تغذية مياه الينابيع والعيون في منطقة الجومة وتاليا السهل، وكيفية زيادة مخزون القموعة عبر تحويل بعض المجاري الجبلية اليها″، محذرا من الخطر الداهم في الإسراف في استعمال المياه الجوفية في سهل عكار، أقلها إنخفاض منسوب هذه الآبار وتسرب مياه البحر المالحة اليها، وهذا من شأنه قتل هذه الاراضي، وجعلها غير صالحة للزراعة″.
وتطرق خزعل لضرورة فصل مياه الصرف الصحي عن مجاري الأنهر، وإنشاء محطات تكرير، كما عرض لنسب التلوث المرتفعة في المياه وضرورة ترشيد استعمال الأسمدة الزراعية ومراقبة نوعيتها، أهمية إعلان القموعة محمية بيئية، والتشدد في مراقبة التطبيق، وعدم السماح للبناء العشوائي والزراعة العشوائية فيها….
وقدم الدكتور جان الشيخ، ″نبذة عن الارقام المتزايدة لكل أنواع السرطان بين النساء والرجال في لبنان، وتحديدا في عكار، وهي الأعلى في منطقة الشرق الأوسط والعالم، نسبة الى عدد السكان، وعن سبل الوقاية، ربطا بموضوع المياه الملوثة، والملوثات الزراعية والبيئية الاخرى، كما العادات السيئة، مثل التدخين والكحول والسمنة، وعدم إجراء فحوص للكشف المبكر″، لافتا الى ″عدم تغطية الجهات الضامنة للكثير من الفحوصات التي تساعد على الكشف المبكر لآمراض السرطان وتحديد الـCODE لتحديد نوع الدواء والعلاج الفعال″.
وشدد على ″أهمية الوعي في المجتمع، للوقاية أو عدم الإصابة بمرض السرطان، او التخفيف من عدد الإصابات، والممارسات الصحية في الحياة اليومية″..
مواضيع ذات صلة:
-
هل يستقبل مكب سرار نفايات الضنية والمنية والكورة.. وهل من صفقة في الأفق؟… نجلة حمود
-
واقع محاكم عكار يمنع تحقيق العدالة… نجلة حمود
-
بلديات عكار تتهاوى.. ما هو مصير مئات الموظفيين والعمال؟… نجلة حمود