رسالتان وجههما أمس المرشح عن المقعد السنّي في طرابلس نزار زكا إلى الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل، طرحتا تساؤلات ورسمتا علامات إستفهام كبيرة حول مرشح كان يفترض أن يكون هو المرشح الفعلي للحريري وتياره في المدينة، قياساً إلى الخطاب الذي يرفعه التيار الأزرق في طرابلس دعماً لمرشحته ديما جمالي.
فعندما أطلق الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري حملة الدعم لجمالي رفع شعار ″كسر حزب الله في طرابلس″ عنواناً لهذه الحملة، ودعا الطرابلسيين إلى انتخاب جمالي “كرمال ما يصير فينا مثل سنّة العراق وسوريا واليمن”، لكن عندما تبين عقم خطابه، وأن أحداً لم يقبضه جدّياً، تراجع عنه، لأن المرشحين المنافسين لجمالي جميعهم ممن يدورون في فلك تيار المستقبل أو كانوا مقربين منه أو محسوبين على المجتمع المدني، بينما أعلن حلفاء حزب الله في المدينة مقاطعة الإنتخابات.
هذا الشعار كان يفترض أن يقوده تيار المستقبل دعماً لحملة المرشح زكا، إبن بلدة القلمون الموقوف في إيران، فلو تبنى تيار المستقبل ترشيح زكا، الذي رفضت وزارة الداخلية طلب ترشيحه قبل أن تفرض مطالعة مجلس شورى الدولة ذلك، لكان بدا منسجماً مع شعاراته ومواقفه، وليس مصالحه الضيقة التي يقدّمها على كل ما عداها، ولكان وفّر الكثير على نفسه من عناء واستنفار قيادة التيار من أعلى الهرم إلى قاعدته، وحجّهم إلى طرابلس من أجل استنفار القاعدة الشعبية الزرقاء دعماً لجمالي، من الرئيس سعد الحريري الذي يصل اليوم إلى طرابلس، إلى الرئيس فؤاد السنيورة الذي أمضى أمس بالمدينة يوماً ماراتونياً، إلى النائب بهية الحريري، فضلاً عن الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري الذي يُخيّم في المدينة منذ أسابيع.
تدرك قيادة تيار المستقبل أنها تعاني إرباكا حقيقيا، ليس مع حلفائها وإنما مع قاعدة التيار نفسه، لذلك تعمل على تبديل شعاراتها التي تطورت من “كسر” حزب الله، إلى “تعزيز” موقع الحريري ورئاسة الحكومة، بحسب ما عبّر عنه السنيورة أمس وهو “فكرة إستعادة الدولة”، من غير أن يُعرف ما هو الشعار الجديد الذي قد يرفعه الحريري اليوم خلال زيارته للمدينة.
وكان زكا قد غرد قبل ظهر أمس، بما يشبه الإتهام للحريري وتياره، بأنه ″فيما يبدي الإعلام العربي، قناة العربية مثلاً، كل دعم لقضيتي، يغيب إعلام المستقبل كليّاً عن أي مواكبة. ثمة حظر جلي ربطاً بالإنتخابات الفرعية. فهل هناك في بيروت من يتقصد بعث رسائل ما في إتجاه عربي، أم إنه مجرد إلتباس وسوء تقدير؟ أسأل دولة الرئيس سعد الحريري″.
ويبدو أن هذه التغريدة قد أثارت قلق مقربين من التيار الأزرق، خوفاً من أن ″يسرق″ زكا شعاراته وأصوات ناخبيه وهو في هذه الضائقة الإنتخابية، خصوصاً في مسقط رأسه القلمون وبين أصحاب الرؤوس الحامية في تيار المستقبل، ما دفعهم لنزع صوره من شوارع المدينة، فكان أن أصدر المكتب الإعلامي لحملته، مساء أمس، بياناً تمنى فيه على المرشحين ″إعطاء توجيهاتهم العلنية إلى المعنيين للكف عن هذه التصرفات الصبيانية″، معتبراً أنه ″ليس هكذا يتم التعامل مع لبناني بريء مخطوف في إيران”، ومتسائلاً: “هل يقابل من يضع صور رموز لبنان في وجدانه، بنزع ملصقاته الإنتخابية بالشكل الذي حصل في بعض أنحاء المدينة؟″.
مواضيع ذات صلة:
-
د. إيليا: نسبة الإقتراع بطرابلس ستكون متدنّية.. ونتيجتها محسومة لجمالي… عبد الكافي الصمد
-
قلق المستقبل من فرعية طرابلس لا يبدّده إندفاعة أمينه العام… عبد الكافي الصمد
-
فرعية طرابلس: غموضٌ وإرباكٌ يسبقان إستحقاق 14 نيسان… عبد الكافي الصمد