لا يختلف إثنان على أن الجهود السياسية التي تُبذل دعما للمرشحة ديما جمالي كفيلة بإنجاح لائحة من ثمانية مرشحين، وإن ما يقوم به تيار المستقبل لا يختلف كثيرا عما قام به في إنتخابات عام 2018، لا بل ربما أكثر، حيث شهدت تلك الانتخابات زيارة للرئيس سعد الحريري الى المدينة، في حين هذه المرة لن يكتف الحريري بزيارتها يوم غد الجمعة، بل هو أوفد الرئيس فؤاد السنيورة الذي يمضي نهارا طويلا اليوم في عاصمة الشمال، وكانت سبقته أمس النائب بهية الحريري، إضافة الى أمين عام المستقبل الذي يصول ويجول مع جمالي في أرجاء الفيحاء منذ صدور قرار الطعن بنيابتها.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن المستقبل لا يخوض المعركة بمفرده في هذه الانتخابات، بل ثمة ″مدد إنتخابي″ واسع سيقدم له الدعم المطلوب، بدءا من ماكينة الرئيس نجيب ميقاتي الذي دعا الجميع الى ″الالتزام بالوقوف الى جانب خيار الرئيس الحريري تجسيدا للتفاهم القائم بينهما على تحقيق مصلحة طرابلس”، وصولا الى ماكينات النائب محمد كبارة، واللواء أشرف ريفي، والنائب السابق محمد الصفدي، ما يجعل هناك قوة إنتخابية ضاربة الى جانب ماكينه المستقبل التي أعلنت بدورها النفير العام من أجل المشاركة الكثيفة في إنتخابات الأحد المقبل.″
لم يعد خافيا على أحد أن التقارير التي تصل الى الرئيس سعد الحريري عن إنتخابات طرابلس، تؤكد أن حماسة الناخبين ما تزال قاصرة عن تحقيق نسبة المشاركة التي يتطلع إليها، حيث أن الانتخابات في واد والأكثرية الطرابلسية في واد آخر، في حين أن المرشحين المنافسين يعتمدون خطابا مرتفعا تجاه السلطة عموما وتيار المستقبل خصوصا، فالنائب السابق مصباح الأحدب دعا أحمد الحريري الى مناظرة تلفزيونية، والمرشح يحيى مولود دعا المرشحة ديما جمالي الى مناظرة مماثلة من دون أن يحصلا على جواب، وما يخشاه تيار المستقبل أن يستطيع أي من المرشحين أن يستميل الأكثرية الصامتة لمصلحته، أو أن يقنع قوى 8 آذار بالتصويت له بكسر جزء من المقاطعة، وفقا لمنطق “النكاية” التي يمكن أن تفعل فعلها خصوصا في طرابلس.
من هذا المنطلق تأتي زيارة الرئيس سعد الحريري الى طرابلس يوم غد الجمعة، وهي ستكون بعد يوم واحد من زيارة الرئيس السنيورة ودخوله المدينة من بوابة الرئيس ميقاتي تأكيدا على متانة العلاقة معه، ومن ثم لقائه كل القيادات السياسية الداعمة للمستقبل، فضلا عن الاستفادة من شعبية اللواء أشرف ريفي في القبة والذي سيكون الى جانب السنيورة في مهرجان إنتخابي سيقام للمرشة جمالي في المنطقة التي تعتبر خزانا شعبيا.
ولا شك في أن الحريري يعمل على تصعيد وتيرة الحضور المستقبلي في طرابلس من أحمد الى بهية مرورا بالسنيورة تتويجا بزيارته المرتبقة يوم غد الجمعة والتي سيسعى من خلالها الى إستنهاض الشارع الطرابلسي إنتخابيا وحثه على المشاركة والتصويت لمصلحة جمالي، ومحاولة شد عصبه بسلسلة شعارات في اللقاءات الشعبية المعدة له، فضلا عن دعوته أبناء طرابلس الى الوقوف الى جانبه ومواجهة حملات الاستهداف التي يتعرض لها وكان قرار الطعن أحد وجوهها.
غالبا ما تنجح زيارات الرئيس الحريري الى طرابلس في الزمن الانتخابي، لكن كل الأنظار تتجه الى زيارة الغد، فهل في كل مرة تسلم الجرة؟، علما أن هذه الزيارة ستنتهي ليل الجمعة، وبعدها بساعات قليلة سيبدأ الصمت الانتخابي، وستدخل طرابلس في هدوء تام يسبق فتح صناديق الاقتراع صباح الأحد، فهل ستثمر جهود المستقبل في رفع نسبة الاقتراع لمصلحة مرشحته؟ أم أن الوجع الطرابلسي سيكون أقوى من كل الزيارات والشعارات والوعود؟، أو أن السوق الانتخابي يحتاج الى المال؟.
يقول مطلعون: إن هواجس المستقبل قد تكون مشروعة، خصوصا أن الجميع باتوا على قناعة بأن هذه الانتخابات ستكون “لمن يهمه الأمر”، لكن في الوقت نفسه فإن التحالفات والتفاهمات السياسية التي نجح المستقبل في نسجها، من شأنها أن تنهي هذا الاستحقاق لمصلحته… https://t.co/LOQiv46gVS
— ghassan rifi (@GhassRifi) April 10, 2019
مواضيع ذات صلة:
-
المستقبل من أعلى الهرم الى القاعدة.. الى إنتخابات طرابلس درّ… غسان ريفي
-
كلمة ميقاتي للحريري سيترجمها ″العزميون″ في صناديق الاقتراع… غسان ريفي
-
طرابلس: إنطلاق السباق الانتخابي.. ماذا عن نسبة الاقتراع؟… غسان ريفي