كل اللبنانيين قلقون فعلا وقولاً… مرسال الترس

صفق اللبنانيون طويلاً لمضمون الخطاب الذي القاه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القمة العربية التي تحمل الرقم ثلاثين وانعقدت نهاية الاسبوع الماضي في تونس، لما عكسه من مواقف واضحة ومسؤولة، ليس تجاه القضايا التي تشغل بال اللبنانيين وحسب، وانما ايضاً تجاه القضايا العربية التي باتت خارج اهتمام العديد من الزعماء العرب.

ولكن اللبنانيين توقفوا باهتمام عند القلق الذي أشار اليه الرئيس عون تجاه قضية النازحين السوريين منذ ثماني سنوات والتغاضي الدولي عن امكانية امتداد اقامتهم الى أجل طويل، وقضية اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين على الارض اللبنانية منذ احدى وسبعين عاماً والسعي الاسرائيلي لتوطينهم.

صحيح أن اللبنانيين يشاطرون رئيس البلاد قلقه على ما طرحه امام القمة العربية ولكنهم يتابعون عن كثب ما وضعته حكومتهم الجديدة على طاولة البحث والتشريح، وهي التي أكملت شهرها الأول بعد نيلها الثقة من دون ظهور أية بوادر ملموسة تبشر بخير عنوان ″الى العمل″ الذي رفعته كشعار لخريطة طريق عملها:

اللبنانيون قلقون على ما ينتظرهم بشأن الكهرباء التي يقال منذ خمس وعشرين سنة انها ستكون اربعاً وعشرين ساعة على اربع وعشرين، خصوصاً وان تصريحات مختلف الافرقاء حول هذا الموضوع توحي بأن كلاً منهم يغني على ليلاه.

واللبنانيون قلقون على ما ينتظرهم بشأن النفايات، لاسيما ان المرحلة المقبلة لم تحمل لهم جديداً حول تلك المكبات الضخمة التي تتصدر الشاطئ اللبناني، لا بل أنهم يسمعون كل يوم باحتمال عودة تلك الأنهر من النفايات الى شوارع مدنهم ومحيط قراهم.

وهم قلقون على ما يتهدد اقتصادهم وماليتهم من انهيارات قد تطيح اخضر ويابس ايام عز من الرخاء والعيش الرغيد الذي كان يحسدهم عليها معظم العرب.

وهم قلقون على مستقبل أولادهم الذين تخطوا كل نسب مستويات التعليم في الدول العربية، من دون ان تسمح لهم ظروف وطنهم سوى في نسب بطالة غير مسبوقة، ليجبروا على الغربة باتجاه اربعة اقطار العالم مساهمين بزبدة افكارهم ونبوغاتهم.

واللبنانيون قلقون مؤخراً على رواتبهم التي تهددهم الحكومة وخبراء ماليتها بتقليصها بحسومات قد تصل الى خمس وعشرين بالمئة، وكأن هذه الرواتب هي التي أدت الى مئة مليار دولار من الديون، وليس تلك الرهانات الخاطئة والفساد الذي أفرزته الطبقة السياسية. 

 فخامة الرئيس… لقد أشرت في كلمتك امام القمة العربية الى أنه ″في الاتحاد قوة″. ولكن ما تقوم به الحكومة حتى الآن لا يوحي بأن هناك اتحاداً وتوافقاً بين الافرقاء السياسيين على معالجة القضايا التي تحتاج لمعالجة سريعة، وبالتالي ليس هناك ما يشجع مطلقاً على أن الشعب سيكون مطمئناً لما ستحمله الايام المقبلة، بل انه يغفو على قلق ويصحو على قلق اكبر!..


مواضيع ذات صلة:

  1. التيار الوطني والكهرباء والدوران في الحلقة المفرغة… مرسال الترس

  2. لماذا السنيورة مجدداً رأس حربة في وجه حزب الله؟… مرسال الترس

  3. مَن ولماذا يعرقلون استخراج النفط والغاز في لبنان؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal