لبنان بلد العجائب... حسناء سعادة

قد يكون لبنان حالة فريدة من نوعها، وقد يكون بالفعل طائر الفينيق الذي ينفض كل مرة عنه غبار الموت وينهض، ولكن الاكيد انه بلد العجائب والغرائب التي لا يمكن اسقاطها على الواقع، لا بل تناقض كل المفاهيم والاسس المفروض ان تتكون منها الدولة.

اليس من الغريب ان يكون لبنان البلد الوحيد في العالم الذي يمدد لمجلس نوابه والذي تتأخر حكومته لاشهر حتى تتشكل، فيما لا يمكن انتخاب رئيس للجمهورية قبل التوافق على اسم فخامته قبل نزول النواب الى البرلمان؟.

اليس من العجيب في بلد يتغنى بالقانون ويطلق على عاصمته ام الشرائع ان يكون فيه “حاميه حراميه”، فالملفات في القضاء تؤكد هذه المقولة التي تتكشف معها عشرات الفضائح يوميا حول الفساد والتلاعب والتورط والتزوير والسرقة ونهب المال العام من المؤتمنين عليه؟.

اليس من الغرابة بمكان ان يكون لبنان الذي يعاني من ازمات شتى ويترنح اقتصاده هو الاغلى بين دول العالم وان تكون كلفة المعيشة فيه اعلى من طوكيو وباريس ونيويورك ولندن؟.

اليس عجيبا ان يطوف المسؤولون لدينا العالم لاقناع الدول بضرورة اعادة اللاجئين والنازحين الى اراضيهم ويختلفون بين بعضهم البعض على ارض الوطن حول هذه العودة؟.

اليس مستغربا ان يهاجر نصف شبابنا تقريبا الى الخارج بحثا عن فرصة عمل فيما نحن البلد الاكثر استقطابا للعمالة الاجنبية؟.

اليس من العجب ان يعمد مثلا مدير مدرسة رسمية الى ارسال اولاده الى المدارس الخاصة ما يعكس عدم الثقة بالتعليم الرسمي حتى من قبل القيمين عليه؟.

اليس من الغرابة بمكان ان نتغنى باننا مستشفى الشرق الاوسط وباننا مقصد للسياحة الاستشفائية وان لبنان متميز بالقطاع الصحي فيما يغادر رئيس حكومته الى الخارج للطبابة، في وقت وعلى مساحة الاراضي اللبنانية هناك 154 مستشفى، عشرات منها عالية الجودة وتضم اهم وافضل الاخصائيين.

غريب هذا اللبنان والاغرب هم القيمون عليه، الا انه رغم كل ذلك لا يسعنا الا ان نقول انه الافضل رغم غرابته، كما لا يسعنا الا ان نقول الحمد الله على السلامة لرئيس الحكومة، رغم ان القسطرة تمت خارج لبنان الذي نتغنى به.