عكار: مبادرات خاصة تفضح غياب الأشغال وإهمال شركة الهومن... نجلة حمود

تتفاقم معاناة المواطنين على طرق عكار وأتوستراداتها جراء غياب وزارة الأشغال عن تأهيل وصيانة الطرق التي لم يشهد غالبيتها الاسفلت منذ سنوات، وما يزيد الأمور سوءا هي الأعمال التي تنفذها شركة “الهومن” في مختلف البلدات العكارية والتي لم توفر طريقا الا وعاثت فيه خرابا، إذ تعمد الشركة المتعهدة على مشروع تمديد المياه والصرف الصحي بمتابعة وإشراف مجلس الانماء والاعمار، في عدد من بلدات عكار وتحديدا في الشفت والدريب والأسطوان على حفر الطرق واعادة ردمها بطرق عشوائية عبر وضع طبقة رقيقة من الاسفلت ما يؤدي الى إنهيارات جزئية في الطرق، الأمر الذي يلحق الأذى بالمواطنين جراء غياب المتابعة والمراقبة على تنفيذ الأعمال.

واقع الحال المأساوي وغياب وزارة الأشغال وامعانها في حرمان عكار من حصتها في الوزارة، خصوصا أن الأهالي سمعوا عن مبالغ طائلة صرفت في المحافظة وهي تفوق 25 مليار ليرة، من دون أن يصار الى تأهيل أي أتوستراد أو حتى تعبيد طريق عام حيوي، في وقت يعجز فيه العكاريون عن تقديم أجوبة عن سبب وفاة العشرات بحوادث السير..

ترتفع صرخة أهالي القرى والبلدات الحدودية في منطقتي الدريب الأوسط والأعلى جراء كثرة الحفر وانخفاض مستوى الطريق بسبب سوء الأعمال.

هذا الواقع دفع بالعديد الى القيام بمبادرات فردية لدرء الخطر عن المواطنين، حيث قام نائب “تكتل لبنان القوي” أسعد درغام بجولة تفقدية في منطقة الدريب الأعلى الممتدة من بلدة منجز مرورا بالعيونات وعيدون ـ شيخلار وصولا الى بلدة شدرا الحدودية، حيث إطلع على واقع الطريق العام الذي تجتاحه الحفر المتعددة الأحجام والتي توسعت وتعمقت وباتت تهدد حياة المواطنين وتلحق بهم أضرارا مادية جسيمة، وما زاد الأمور سوءا هي الأعمال التي نفذتها شركة “هومن” وأدت الى نزع الاسفلت وعدم اعادة الطريق الى ما كانت عليه.

واطلع درغام من الأهالي ومن عضو مجلس قضاء عكار في التيار الوطني الحر روبير الخولي على شكاوى المواطنين، مؤكدا أنه سيعمد الى معالجة الحفر بأسرع وقت ممكن حيث سيصار الأسبوع المقبل الى صيانتها وتعبيدها على نفقته الخاصة”، لافتا الى “أن المطلوب التفات وزارة الأشغال العامة الى الطرق الحيوية في المحافظة، اذ من غير المقبول استمرار الواقع على ما هو عليه، فلمحافظة عكار حصة لدى وزارة الأشغال ونحن نتمنى انصافها ورفع الحرمان عنها لأن المواصلات هي الأساس في تثبيت الأهالي في قراهم وبلداتهم ومنع الموت المجاني على الطرق”.

وأضاف: نحن لا نملك إمكانات الوزارات المعنية ولكن أمام إصرار المواطنين الذين كفروا بحالهم جراء الاهمال اللاحق بهم سنعمد الى معالجة الأمر.

وفي وقت سابق كان “الحراك المدني العكاري” قد قام بخطوة لافتة، سلطت الضوء على مدى تقصير الوزارات المعنية، فأقدم على تعبيد طريق عام عرقا ـ كفرملكي والتي تعد منفذ العكاريين الوحيد للهروب من زحمة السير الخانقة عن طريق عام حلبا ـ برقايل وبالتالي الوصول الى بلدات سهل عكار ـ ومدينة طرابلس.

لا شك في أن المبادرات الفردية التي تحظى بتأييد المواطنين لجهة تسهيل أمورهم الحياتية، لا تشكل الحل الفعلي المتمثل بضرورة حضور الدولة ووزارتها، لذلك فإن المطلوب تشكيل قوة ضاغطة للمطالبة بحقوق العكاريين التي هي حق مكتسب وليس منّة من أحد.