قلب عمر لم يمت… عزام ريفي

عمر أبو ليلى اسم هزّ العالم، اسم لصاحب الثمانية عشر ربيعا، اسم تغنت به وسائل الإعلام واصفة اياه بالبطل، ″الأيقونة″، و″رامبو فلسطين″، اسم قبل تاريخ الأحد 17 من شهر آذار لعام 2019، كان صاحبه مجرد شاب فلسطيني عادي، تحول من بعدها لأسطورة في بلاده، وانضم لقائمة الشجعان في هذا العالم.

عمر أصبح إسما على كل لسان، وداخل كل بيت، وحديث كل الشاشات واجتاح مواقع التواصل الإجتماعي بعد اقدامه على  طعن جندياً اسرائيلياً مستخدماً سكينه، وقتله بعد استحواذه على سلاحه الذي استعمله أيضاً ليطلق النار على جنود ومستوطنين آخرين بالقرب منه، الأمر الذي دى إلى مقتل اثنين منهم وإصابة ثالث بجروح خطيرة، قبل أن يفر بمركبة استولى عليها منهم.

عملية سلفيت، هي العملية الأكثر خطورة الى الآن من ناحية موقعها في أكثر بقعة فلسطينية تكتظ بالإستيطان الإسرائيلي، تجرأ على تنفيذها شاب بمفرده بحجم أمة، نفذها بقلب حاضر، ينبض بالحرية، رافض للخضوع، والذل والإحتلال، قلب لم يبع القضية كما فعل الكثيرون، قلب يؤمن بامكانية تحرير أراضي بلده من دنس العدو، وقلب قد يشكل مصدر الهام كبير، ومثال يقتدي به العديد من الشباب من بعده.

قلب عمر أبو ليلى توقف عن النبض، بعد أن نالت منه رصاصات الغدر، مستعينة بقوات خاصة اسرائيلية متخفية بالإضافة الى نحو 40 آلية عسكرية، وبعد أن خاض الشهيد معهم اشتباكاً مسلحاً رافضاً تسليم نفسه، خاض معهم معركة رجل واحد ضد جيش جرار، وهذا ليس سوى دليل قاطع على مدى ضعف العدو وجبنه، والذي استخدم في نهاية المطاف صواريخ لاو، وليعلن بعدها الاحتلال استشهاد عمر رسمياً.

صحيح أن قلب عمر توقف عن النبض، وجسده الطاهر توقف عن الحراك، مفارقاً هذه الحياة، ليلاقي ربه برتبة شهيد مع مرتبة الشرف، ولكن قلب عمر مازال ينبض في كل شخص منا، وفي كل شخص مازال يؤمن بالقضية الفلسطينية، ويسعى لتحريرها من الإحتلال الاسرائيلي، بأي وسيلة كانت.

هنيئا لفلسطين بك يا عمر، وبأمثالك، وبكل شاب أو فتاة أو رجل أو إمرأة أو شيخ أو طفل سبقوك وكتبوا قصص البطولات بأحرف من نور، والذين أقدموا على فعل الحق والصواب، بمجهود فردي وبإمكانات متواضعة جداً، رافضين ظلم الاحتلال وعدوانه.

قلبك يا عمر لم يمت، ودماؤك لم تهدر، وهنيئاً لك الشهادة التي تؤكد أن في هذه الأمة ألف عمر وعمر، وعساها أن تدفع نحو إستفاقة عربية من غيبوبة عسى أن لا تكون طويلة.


مواضيع ذات صلة:

  1. ألا يكفي ما فعله سفاح المسجدين في نيوزلندا ليُطلق عليه إسم إرهابي؟… عزام ريفي

  2. مجزرة نيوزيلندا… ليست بفيلم رعب… عزام ريفي

  3. هل انتقلت عدوى كأس العالم الى دوري أبطال أوروبا؟.. عزام ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal