يبدو أن تيار المستقبل أعاد استنساخ اسلوبه القديم المعتمد في الدورات الانتخابية منذ العام 2005 لخوض الاستحقاق الانتخابي في طرابلس، بهدف ضمان فوز مرشحته للانتخابات الفرعية ديما جمالي، تاركا من وراء خطاباته التحريضية حالة من الاستياء وصلت الى حد استفزاز شريحة كبيرة من ابناء طرابلس الذين كانوا تنفسوا الصعداء بعد انكفاء معظم القوى السياسية عن الترشح او المشاركة في الانتخابات بمن فيهم مرشح جميعة المشاريع الخيرية الاسلامية طه ناجي الذي لم يحسم موقفه حتى اللحظة من المشاركة او عدمها.
لم يكن الطرابلسيون يتوقعون ان يحمل ″المستقبل″ تلك الشعارات التي باتت بالنسبة للغالبية منهم من الماضي بعد مشاركة ″التيار الازرق″ في حكومة مع حزب الله وعقده صفقات سياسية مع التيار الوطني الحر، وهم كانوا ينتظرون خطابات تحمل وعودا انمائية ولو كانت وهمية على غرار وعود اخرى، لكن يبدو ان “المستقبل” بات يستكثر على طرابلس حتى تلك الوعود التي اطلق منها المئات منذ سنوات ولم تنفذ.
الانتخابات المزمع اجراؤها في 14 نيسان المقبل، يصفها البعض بانها نزهة كونه لا يوجد خصم سياسي قوي لمرشحة ″المستقبل″ المطعون بنيابتها جمالي، وهي رغم الصعوبات الكبيرة في تسويقها بين ابناء المدينة والتي استدعت جولات مكوكية يقوم بها امين عام “المستقبل” احمد الحريري بشكل شبه يومي الى المدينة، الا انها تبقى الاوفر حظا للعودة الى قبة البرلمان.
ورغم ذلك فان ″المستقبل″ استعاد خطاباته القديمة ضد حزب الله والنظام السوري والمحور الايراني، ورمى بها في الشارع وتولت ماكينته الاعلامية الترويج لها، في مواجهة بعض المرشحين المنفردين من المجتمع المدني او ممن رفضوا نجاح جمالي بالتزكية، ما دفع البعض الى التعليق بالقول ″هلق بعد فوز جمالي راح يتم القضاء على المشروع الايراني ويسقط النظام السوري ويسلم حزب الله سلاحه″.
تعليقات هؤلاء الطرابلسيين ربما ضاعف منها ان معظم المرشحين الذين اعلنوا خوض الاستحقاق كانوا خاصموا ″المستقبل″ لانه دخل في صفقة مع حزب الله، فاذ بهم يتحولون الى حلفاء له بنظر ″التيار الازرق″ الذي تشير المعلومات الى انه اوعز لمسؤوليه باستبدال الشعار المطروح وترك الماكينة الاعلامية تروج له بين الاوساط الشعبية، وذلك لمنع اثارة حفيظة حزب الله، وما يمكن لذلك ان ينعكس سلبا على العلاقة وعلى التنسيق في ملفات كثيرة داخل الحكومة وخارجها″.
وتضيف المعلومات: ″ان ″تيار الستقبل″ يعتمد سياسة ″التقية″ فهو عبر خطاباته الرسمية يتجنب ذكر حزب الله اقله امام الاعلام، في حين تعمل ماكينته الاعلامية على التصويب على الحزب واتهام كل من يخوض هذه الانتخابات بانه يعمل لصالح محور الممانعة وانه يعرقل المشاريع الانمائية التي سينفذها ″المستقبل″ للمدينة بعد فوز جمالي″.
#غزة_تقاوم_وستنتصر #غزة_تقاوم #كمين_العلم https://t.co/KjXvgAdY8D
— 111 (@omaribrahim113) November 13, 2018
مواضيع ذات صلة:
-
ما هي اسباب عودة التقنين الكهربائي الى المنية؟… عمر ابراهيم
-
معركة تسويق جمالي تواجه صعوبات.. على ماذا يراهن المستقبل؟… عمر ابراهيم
-
المستقبل يعزف على وتر حزب الله.. وجمالي تتناغم معه… عمر ابراهيم